الغزو الذي أحدثه فيروس مجهري دقيق، حَرّك نوعًا من وخز الضمير.

حيث أصَبح ضمير العالم بِخِيْرة كورونا، يفعل شيئًا حيال الوعي بالظلم الهائل والبؤس، والشعور بالذنب، ما حرك بالإنسان إنسانيته الفطرية التي جُبِل عليها.

حَدث أبدي لا يمكن نُكرانه، ودروس تربوية بحْتة من جراء فيروس مُتطفل ومُدَمر لخلايا الإنسان.

الأمر الذي أدى بكل العالم إلى احتقار الفروق الطبقية في المجتمع، وقوة تحمْل الطفرةالاقتصادية، وانكشاف دخل الفرد، ما أجْبر الفرد على جَعْل صادراته توازن وارداته.

لقد كانت القوانين البشرية انحيازية ومُزعجة بشكل مُرهق، للإعلام والمبادئ الأخلاقية والبطر الفاحش وكُفْر النعم.

فكان لابد من قوة إلهية تكبح استبداد الإنسان وطغيانه وبَطْشِه في الأرض، فكانت هذه الأزمة الضارة النافعة.

بالرغم من أنها خَلّفت صورة مؤلمة في الذاكرة، حيث وجودك في كوكب يموت فيه الناس كل يوم في الثانية، ورعب ازدحام المستشفيات والقبور المُظلمة بملايين الجثث.

إن الأزمة التي نشْهدها اليوم لم تكن بلاء أو نقْمة، وإنما خيرة الله وعنايته بتغيير نظام الكوكب والنفس البشرية، فَبثّ فيها الرحمة والرأفة بشكل يتَمَاهى مع النظام الكوني.

كورونا هذه أنْعشت الذاكرة وأيْقَظت الفِكْر بتأمل النعم التي لا حَصْر لها، وأحْيَت شبكة التواصل الأسري، بعدما كان متمركزة حول شبكة التواصل الاجتماعي، ناهيْك عن تقارب الدول ووحْدتهم للإطِاحة بالفيروس.

أما عن النعمتين المغبون فيهما كثير من الناس، فقد أدْرك الإنسان كيف يُديرُهُما بعناية وسُبل لا تؤدي به إلى التهْلُكَة.