لن نتحدث عن التيار المقابل والذي قد يمثله اليمين المتطرف، ولكننا سوف نتحدث عن التيار الذي نشأ لمواجهة هذا العبث العالمي الذي قادته أمريكا أوباما في الفوضى الخلاقة وأمريكا جورج بوش في العراق وأفغانستان، وهو التيار الذي تمثله المملكة العربية السعودية وحلفاؤها الثلاثة لكل من مصر والإمارات والبحرين، وهو تيار يرى أن حقوق الإنسان تكمن في الحفاظ على كرامته وأمنه وبناء فرص عمله وحصوله على الرعاية الصحية والسكن المناسب ووضع خطوط حمراء لأي تهديدات تضر مكتسبات الشعوب، وهو تيار يعمل بقيادة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان على نموذج تصدير التنمية إلى دول المنطقة، مثل سعيها الحثيث لإعادة العراق، وإنقاذه من العبث اليساري الذي استخدم فيه العدو الإيراني المتخلف وشاركت فيه المستعمرة الإسرائيلية المارقة.
هذا التيار الذي تمثله الدول الأربع بقيادة السعودية توافق إلى حد ما مع إدارة دونالد ترمب والذي مثل حالة استثنائية في الحكومة الأمريكية، وكان جاداً إلى حد ما في إيقاف الحروب ومواجهة الإرهاب والتخلص من قادة الإرهاب الفرس، غير أن التيار اليساري الهمجي الذي انشغل بقضية خاشقجي أكثر مما انشغل بملايين البشر من الضحايا، لا زال تياراً قائماً يعبر عن حالة الجنون التي تجتاح العالم، وهو تيار يهدد أمريكا والغرب أيضاً، وقد يعيده تدريجياً إلى حالة الحروب الداخلية الطاحنة لفرض الإيديولوجيات الجنونية.
التيار الرباعي يتبنى مبادئ الحفاظ على كيان الدولة وحماية الأبرياء ومحاربة الشرور التي تستخدم فيها بعض أنظمة المنطقة، كأدوات لليسار الغربي المتطرف مثل تركيا وتدخلاتها العبثية والشيطان الإيراني ووكلائه والحركات الإرهابية المعادية للدولة، وهو تيار يكافح لتحقيق التفوق الاقتصادي وبناء دول متقدمة تقود من حولها إلى الخير والسلام، وهو ليس تيارا ملائكيا وقد يرتكب العديد من الأخطاء، ولكنه يعمل من خلال مبادئ أخلاقية نبيلة يحارب من خلالها جنون اليسار الغربي، الذي أصبح قائداً لكل الشرور التي تحدث في العالم.
لا بد من نزع خرافة التقدم الغربي من الذهنية العربية، فحتى إعلان حقوق الإنسان والمواطنة، والذي ظل العالم يتغنى به لعقود، والذي أعلن للتخلص من حروب غربية طاحنة في انتهاك الحريات، أصبح يهدد دول العالم بتسويتها مع شعوبها بالأرض، إن لم يكن هناك حق للشواذ في الزواج والعبث، وحق للنساء في السلطة لمجرد أنهن نساء، وحق الصحافة في تهديد أمن الدولة، وحق تداول السلطة حتى لو كان الحاكم لصا وفاسدا ومجرما من رعاع العوام.