خلال أيام ستطوى بإذن الله صفحات عام 2020، ولا شك أنه كان عاماً صعباً على الكثيرين حول العالم، لكن الحمد الله مر رغم الظروف الصعبة، وبدأنا نرى أضواء في نهاية النفق وبداية توزيع لقاحات كوفيد «كورونا»، وسيرجع العالم تدريجيا إلى طبيعته وربما تصبح سنة 2020 أو «عام الكورونا» كما يطلق عليه من الذكريات التي سنتحدث عنها لأصدقائنا وأقاربنا.

لكن سأتكلم عن أبطال 2020، يقال في المثل تبان معادن الرجال وقت الأزمات!

خلال الأزمة ظهرت معادن بعض الدول الغربية التي كانت تدعي التحضر وحقوق الإنسان، رأينا أوروبا التي تدعي الوحدة، وكأنها دولة واحدة، بدأت الدول تغلق حدودها وفِي وجه بعضها البعض، ورأينا البعض يستولي (ولا نريد أن نقول يسرق) الأدوات الطبية من الآخر، ورأينا تصرفات أبعد ما تكون عن الحضارة، ومشاجرات في الأسواق على المواد الغذائية، وهلعا كأن مجاعة ستصيبهم. أما الأجانب في بعض الدول الغربية فقد عانوا الأمرين، ربما السعوديون أو الشعب في المملكة لم يعش أو يعاني ما حدث في بداية الأزمة في بعض الدول الأخرى، وخصوصا كان هناك إغلاق للسفر حول العالم.

كان السعوديون والمقيمون في المملكة أثناء الأزمة بنعمة، يعيشون بوضع صحي وغذائي شبه طبيعي ما أمكن. تم تطبيق حقوق الإنسان ولم تكن هناك تفرقة بالرعاية الصحية بين المقيم والمواطن وكل ذلك بالمجان. لم تشهد الأسواق والإمدادات السعودية أي نقص وكان الشعب حضاريا في التعامل.

بالمقابل دعونا نتحدث عما حدث في العالم وكيف انكشفت العيوب، رغم أن السفر انقطع كثيرا حول العالم، لكن خلال الفترة السابقة بدأت ثورة تواصل ربما لم يشهد لها التاريخ مثيلا، أصدقاء وزملاء من حول العالم، الاجتماعات والاتصالات كانت لا تنقطع، ربما العمل أصبح متواصلا ولم يعد محصورا بوقت معين، خصوصا في المجال الصحي، فتأتيك الأخبار بشكل شبه فوري من كل بقاع الأرض، إما لنقاش معين، أو سؤال من زميل أو صديق، أو استفسار أو مشروع مشترك، كثيرون من حول العالم ومن الدول الغربية والمتقدمة كانوا يشكون لنا من الوضع الصحي والخطط الحكومية الصحية إلخ...

هناك قاعدة يعرفها الخبراء والملمون في القطاع الصحي وهي «لن ينجح أي قطاع صحي دون دعم من القيادة العليا للبلد»، إذا لم تضع قيادة البلد صحة المواطن كأولوية بشكل عملي، فلن ينجح القطاع الصحي أثناء الأزمات، نقطة آخر السطر.

الحق يقال القطاع الصحي حول العالم، جميعهم بكل أطقمه عمل أعمالا هائلة يشكرون عليها، لكن بعض الدول نجحت في التحكم في جائحة كورونا وبعض الدول لم ينجح، الفرق يظهر في القيادة العليا للبلد، هل أعطت الصحة كل ما تحتاجه ووضعت الصحة على قمة الأولويات أم لا! القطاع الصحي متشابه في دول العالم وبذل أفراده جل جهدهم حول المعمورة، لكن الاختلاف كان في تعامل قيادات الدول!

وهذا ما أحدث الفرق والنجاح في السعودية، القيادة العليا ممثلة في الملك سلمان «أبو فهد» حفظه الله وولي عهده الأمير محمد وضعوا صحة كل من على أرض المملكة قمة الأولويات، وفتحوا خزائن الدولة والدعم بكل كرم، لذلك بعد الله نجحت المملكة في تجاوز الأزمة بكل اقتدار وثقة واستقرار صحي واقتصادي.

قد يقول البعض الذين لا يعرفون المملكة جيدا إنني كاتب سعودي يمدح قيادته، لكن بكل موضوعية، ومن اطلاع وممارسة ومعرفة الأنظمة الصحية في ثلاث قارات لما يقرب من عقدين من الزمن، أستطيع القول إن ما أحدث الفرق في أزمة كورونا في السعودية هما قيادة الملك سلمان والأمير محمد!

قيادة الأزمة بكل جوانبها وهنا تظهر الحكمة السياسية، الغلق والحظر والمنع هذه أمور ربما سهلة، لكن فن قيادة الأزمة يكمن في التوازن والوسطية، أي الحفاظ على الصحة والتحكم بالمرض وفِي الوقت نفسه الحفاظ على أنشطة الحياة والاقتصاد، هذه الموازنة الدقيقة بين أولويات الحياة «الصحة والاقتصاد»، وهذا المعيار الدقيق بحيث لا يطغى أحدهما على الآخر، ودون إفراط أو تفريط سر نجاح المملكة في تخطي أزمة كورونا، وهنا تكمن الحكمة والاتزان في القيادة السياسية. لذلك أقولها بكل تجرد، إن بطلي 2020 بالنسبة لي شخصيا وأعتقد لكثير من المواطنين والمقيمين على أرض السعودية، هما أبو فهد وأبو سلمان. انظروا للأرقام والأفعال، وقارنوها حتى مع أكثر دول العالم تقدماً، تجدون بوضوح تفوق القيادة السعودية. أعترف أني قد أكون عاطفيا بعض الشيء عندما أكتب عن سيدي أبو فهد أو «عمنا سلمان» كما نطلق نحن عليه الذين ترعرعنا بالرياض وأهلها، لكن في هذا الموقف تحديدا فإني أرى الموضوع من الخارج، وعلى اطلاع وأعرف ما عملت الدول لمواطنيها، وأرى ماذا عمل أبو فهد وأبو سلمان لشعب المملكة وكل من سكن المملكة، وأرجع وأقول مرة أخرى، ارجعوا للأرقام وقارنوا، فالأرقام لا تعرف المجاملات والعواطف، وستتأكدون من صحة اختيارنا لأبطال سنة 2020. نحن في هذا السنة درسنا حقوق الإنسان عمليا للغرب، إن من يعش خارج الوطن فإنه في بداية الأزمة قد يصاب بالقلق على والديه خصوصا مع انقطاع السفر، لكن كل الشكر لأبي فهد وأبي سلمان فقرارات وإدارة سيدي أبو فهد وأبو سلمان للأزمة، جعلت الإنسان مطمئناً، ويقول الحمد لله أن والديه وأهله عايشين في السعودية.

تعليقاً على مقال الأسبوع الماضي، لقد تفاجأت وتلقيت العديد من الرسائل عن بعض المواطنين الذين رفعت عليهم قضايا بسبب نقدهم لأجهزة حكومية، لم أكن أتصور أن الموضوع بهذا الحجم، وأرجع وأقول مثل ما قلت في المقال الماضي لماذا يزعلون؟، هناك فرق شاسع بين نقد الأداء ونقد الأشخاص، نحن لا نرضى بالتجريح الشخصي لكائن من كان، لكن نقد الأداء البناء هو صفة حسنة ومطلوبة للتطوير، كما أننا نعيد ما ذكرناه في المقال للذكرى، فإن الصراحة مع المسؤول هذه تربية سلمان بن عبدالعزيز لنا أهل الرياض، ومن شب على شيء شاب عليه، فصعب من بعض المسؤولين الجدد في بعض الإدارات الحساسين من النقد أن يغيروننا الآن ! وكذلك لا نريد من بعض المسؤولين في بعض الإدارات أن يصرفوا جزءا من موارد الدولة لتلميع أنفسهم والجزء الآخر لملاحقة من ينتقد أداءهم، ومنا إلى القيادة العليا وهيئة مكافحة الفساد مع التحية والشكر.