الأطفال أكثر إيذاء
أوضحت رئيس قسم الخدمة الاجتماعية الأخصائية بمجمع الملك عبدالله الطبي الدكتورة نوال الغامدي، أن العنف الأسري هو شكل من أشكال الاستخدام غير الشرعي للقوة يصدر عن شخص أو أكثر من أفراد الأسرة ضد آخر أو آخرين فيها بقصد القهر والإخضاع، وبصورة لا تتفق مع حريتهم وإرادتهم الشخصية، ولا يقرها دين أو عادات أو أعراف المجتمع.
وأبانت الغامدي أن الفئات الأكثر عرضة للعنف والإيذاء هم الأطفال، وترجع أسبابه الاجتماعية والأسرية لتربية الشخص وبيئته التي نشأ فيها، وإلى أمراض نفسية يتعرض لها الشخص، وضغوط نفسية تتعلق بتعاطي المخدرات بكافة أنواعها، وما تلحقه من أضرار عقلية ونفسية للشخص، مما يسبب خطورة وجود هذا الشخص مع الأسرة. ولحماية الفئات الأضعف في المجتمع من التعنيف والإيذاء يستقبل «مركز بلاغات العنف الأسري» على الرقم المجاني (1919) البلاغات على مدار 24 ساعة طيلة أيام الأسبوع بسرية تامة.
التقويم بالعنف
تتابع أن الخطأ الثاني المنتشر هو «الضرب والصراخ يعلم الأطفال التصرف بشكل أفضل»، ولكن الحقيقة أن الضرب والصراخ يرعبان الأطفال ويضغطان عليهم بما يؤثر على مهاراتهم في التعلم، وقد يتصرفون على نحو أفضل لفترة قصيرة جدًا ولكن على المدى الطويل قد يصبحون عدوانيين وتعساء.
صور مختلفة
يعتقد البعض أن الضرب هو الصورة الوحيدة للعنف في التربية، إلا أن الحقيقة عكس ذلك، فهناك: العنف النفسي أو العاطفي، مثل إهانة الطفل وانتقاده وتخويفه واستخدام الألفاظ الجارحة معه والزج به في الشجار بين الأهالي. كما أن الإهمال من صور العنف في التربية، مثل عدم تلبية احتياجاته الجسدية والنفسية وعدم حمايته من الخطر وحرمانه من الإحساس بالأمان. وينتشر بين المربين اعتقاد بأن «الحزم يعني أن أكون قاسيا، بأن أصرخ في أطفالي وأضربهم»، والحقيقة أن الحزم لا يعني العنف، ولكن يعني وضع حدود وقواعد واضحة والالتزام بها.
توارث الخطأ
تضيف أن من أشهر المفاهيم الخاطئة لدى مقدمي الرعاية بشأن التربية والتأديب قولهم «كلنا تعرضنا للضرب ونحن أطفال ولم يؤثر ذلك علينا سلبًا»، وفي حين أن البعض منا قد يكون محظوظا لتأثره بشكل طفيف بالضرب وهو طفل، فإن العديد من البالغين الذين تعرضوا للضرب في طفولتهم يتدنى لديهم احترام الذات، وتظهر عليهم علامات الاكتئاب والقلق، ويصبحون عنيفين ولديهم مشاعر سلبية تجاه والديهم.