لا تزال المرأة ـ في بعض المجتمعات ـ وعلى الرغم من التقدم الحضاري الذي يعيشه العالم على جميع الأصعدة، تئن تحت سياط الفكرة الأزلية التي تنظر لها كثمرة وجدت ليقطفها الرجل، ولا أدل على ذلك مما شاهدناه ونشاهده، قديما وحديثا، من ابتذالها واستغلالها واختزالها فقط في جسدها، وجعل هذا الجسد هو المسوغ الوحيد للاهتمام بها مع تهميش فكرها وثقافتها.

قد يتبادر لذهن البعض أن الحديث يتعلق بالمرأة الغربية، ولكن مع كثير الأسى أن العدوى انتقلت إلى مجتمعاتنا التي كانت وإلى وقت قريب تترنم بـ«الأم مدرسة»، ولكن الإعداد الذي كان يهتم بما في داخل رأسها بدأ الآن مع الأسف يتجه لخارجه!.

لم ننزلق بعد إلى مزالق الغرب بشأن المرأة، ولكننا إن لم نتنبه وننظر حولنا فإننا قاب قوسين أو أدنى من تلك المزالق التي يبللها النضح الإعلامي الذي يتسرب، ليكرس مفهوم وثقافة الجسد، مع إغفال ـ قد يكون متعمدا ـ للمرأة الرمز التي يعرف الجميع مواصفاتها.

قد يكون التعميم فيه نوع من التجني، حيث إن هناك إعلاما نعزو له الفضل في نفض الغبار الذي أزكم الأنوف، ومحاولاته الجادة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.