بينما حاول المحققون تجميع دافع محتمل للهجوم الذي حدث وسط ناشفيل من قبل الانتحاري أنتوني كوين وارنر، تذكر أحد جيرانه يدعى (ريك لاود) محادثة أخيرة مع وارنر بدت مشؤومة، حيث قال لوكالة أسوشييتد برس إنه رأى وارنر يوم الاثنين يقف في صندوق بريده قبل أقل من أسبوع من العملية، وقام بتبادل الحديث وبعض الأسئلة معه، لكنه لم ينسَ عندما ابتسم وارنر وقال «ناشفيل والعالم لن ينساني أبداً».

وقال مدير مكتب التحقيقات بولاية تينيسي، ديفيد راوش، إن السلطات تأمل في تحديد الدافع، لكنها في بعض الأحيان لا تستطيع ذلك.

عدم النجاة

في الأيام التي سبقت تفجيره قنبلة في وسط مدينة ناشفيل في عيد الميلاد، غير الانتحاري وارنر ذو 63 عاماً، حياته بطرق تشير إلى أنه لم يكن ينوي أبداً النجاة من الانفجار الذي قتله وجرح ثلاثة أشخاص آخرين، حيث قام بتسليم سيارته لأحد الأشخاص وأخبره أنه مصاب بالسرطان قبل شهر من التفجير، على الرغم من أنه من غير الواضح ما إذا كان مصاباً بالفعل بالسرطان، وأعطى منزله في أنطاكية بولاية تينيسي لامرأة من لوس أنجليس قبل شهر من القصف. يشير سجل الملكية بتاريخ 25 نوفمبر إلى أن وارنر نقل المنزل إلى المرأة مقابل عدم وجود مال، كما أن توقيع المرأة ليس على تلك الوثيقة.

وفيما عمل وارنر كمستشار كمبيوتر لوكيل العقارات في ناشفيل ستيف فريدريش، الذي أخبر أسوشييتد برس في رسالة نصية أن وارنر قال إنه سيتقاعد في وقت سابق من هذا الشهر.

لكنه لم يترك وراءه بصمة رقمية واضحة أو أي أدلة واضحة أخرى لشرح سبب قيامه بتفجير سيارته الترفيهية المتوقفة أو تشغيل رسالة تحذر الناس من الفرار قبل أن تتسبب في تدمير عشرات المباني وتدمير خدمة الهاتف المحمول في منطقة.

صنع قبلة

قال مسؤول في تطبيق القانون إن المحققين يقومون بتحليل متعلقات وارنر التي تم جمعها أثناء التحقيق، بما في ذلك جهاز كمبيوتر ومحرك تخزين محمول، ويواصلون مقابلة الشهود أثناء محاولتهم تحديد الدافع المحتمل، وإن مراجعة معاملاته المالية كشفت أيضاً عن مشتريات لمكونات محتملة لصنع القنابل.

وقال المسؤول إن المحققين استخدموا بعض العناصر التي تم جمعها من السيارة، بما في ذلك قبعة وقفازات، لمطابقة الحمض النووي لوارنر، وتم أخذ الحمض النووي من أحد أفراد عائلته.

لم يستطع المسؤول مناقشة الأمر علناً وتحدث إلى وكالة الأسوشييتد برس بشرط عدم الكشف عن هويته.

وذكر راوش: «يبدو أن النية كانت تدميراً أكثر من الموت، ولكن مرة أخرى لا يزال هذا كله تكهنات في هذه المرحلة بينما نواصل تحقيقنا مع جميع شركائنا».

ولم يقدم المسؤولون نظرة ثاقبة عن سبب اختيار وارنر للموقع المحدد للتفجير، الذي دمر مبنى AT&T وأحدث فساداً في خدمة الهاتف المحمول واتصالات الشرطة والمستشفيات في العديد من الولايات الجنوبية.

أعمال غريبة قام بها الانتحاري أنتوني وارنر قبل قيامه بعملية التفجير:

- أعطى سيارته لشخص وأخبره أنه مصاب بالسرطان

- وقع على وثيقة نقلت منزله القديم في إحدى ضواحي ناشفيل إلى امرأة من كاليفورنيا مقابل لا شيء

- أخبر صاحب العمل أنه سيتقاعد.

- أطلق تحذيراً مسجلاً بأن قنبلة ستنفجر في غضون 15 دقيقة