فيما ألقت جائحة كورونا بظلالها على شتى مناحي الحياة، ولجأ العديد من الدول إلى المنصات الإلكترونية المطعمة بالفيديو وبالصور والوسائل الإيضاحية، في التعليم والتدريب، إلا أن الصوت لا يزال عائقا، حيث يخشى العديد من الأشخاص المشاركة ويكتفون بالكتابة.

عيوب صوتية

أشارت الطالبة الجامعية شوق العنزي، إلى أنها تجد صعوبة بالغة في المشاركة بالصوت، وذلك لخشونة صوتها على خلاف المتدربات، وذكرت بأن ذلك يقف عائقا أمام التحاقها بالبرامج التدريبية عن بعد، متمنية تجاوز ذلك.

وممن تفضل الشات الكتابي على الصوتي المتدربة الطالبة هياء الحمود، وأرجعت ذلك لعيوب في صوتها، ومنها التأتأة وعدم إخراج الحروف من مخارجها.

الاكتفاء بالاستماع

أوضحت المدربة المعتمدة من المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني، شريفة ثاني الرويلي، بأن السؤال الذي يتبادر لذهن كل مدرب حريص على تقديم دوراته وبرامجه التدريبية، بشكل احترافي عن بعد من خلال قاعات افتراضية، هو: ما سبب عدم مشاركة المتدربين أثناء الأنشطة التدريبية، والمناقشات صوتياً واكتفاء البعض بالاستماع والبعض الآخر بالمشاركة في الدردشة؟

وتابعت أن هذا السؤال يحتاج من المدربين تأملا عميقا لإيجاد حل لهذه المشكلة.

وعن سبب عدم مشاركة بعض المتدربات صوتيا من خلال البرامج التي قدمتها قالت: قد يعود سبب عدم المشاركة صوتياً من وجهة نظري إلى عدة أمور منها: اعتقاد البعض أن التدريب يختلف عن التدريب المباشر، بأنه يعتمد على أسلوب المحاضرة والاستماع من قبل المتدربين فقط.

واستطردت قائلة: أيضا أمر جديد لم نعتد عليه، ومرجعه عوامل أسرية بحكم وجود المتدربين بجوار أسرهم أثناء حضورهم للدورات التدريبية.

إحباط شديد

عن النتيجة السلبية لعدم المشاركة بالصوت من قبل المتدربين، ومدى تأثيره على المدرب قالت: لمست هذا الأمر في بداية تدريبي عن بعد مما سبب لي إحباطا شديدا، لأن المدرب يحتاج إلى متدربين نشيطين، يتفاعلون مع الأنشطة المقدمة لهم، موضحة أن هذا الأمر يحتاج من المدرب جهدا مضاعفا، وتفكيرا في إستراتيجيات تناسب هذا النوع من التدريب، ومن خلال الدورات التي قمت بتنفيذها، أو من خلال حضوري لبعض الدورات، توصلت إلى أنه لا يوجد حدود لدى الشخص الذي يضع أمامه هدفا، لكي يصل إليه، فكان هدفي «تحريك المشاركين وإشعال جو من الحماس والتفاعل لأداء الانشطة والتدريبات المطلوبة منهم».

عنصر هام

قالت المشرفة التربوية صالحة مبارك «الصوت من العناصر الهامة في مجال التدريب، لا سيما عن بعد، بل إنه لا يمكن لبرنامج تدريبي أن ينجح دونما المشاركة بالصوت، سواء من المدرب أم المتدرب».

وأضافت يمكن التغلب على هذه المشكلة بوجود المدرب المحترف، الذي يستطيع بمهارته كسر حاجز الجمود والرهبة وإدماج المشاركين، وكذلك وجوده مع المجموعات المتفاعلة والمشجعة والتركيز على الجوانب الإيجابية.

أهمية الصوت في التدريب عن بعد:

- يساعد على الانسجام التام بين المدرب والمتدرب.

- يلغي عنصر البعد.

- مهارة اتصال تساهم في نقل المعلومة.

- كسر حاجز الجمود والرهبة.

- اندماج وتفاعل متدربي المجموعات يقوى بالتواصل الصوتي.

- يؤدي إلى التفاعل بين المجموعات.