أمرت الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع بإيقاف عرض مسلسل «ضحايا حلال» الذي يبث عبر أحد التطبيقات التابعة لإحدى القنوات التلفزيونية، وذلك بعد أن تبين أن المسلسل لم تتم إجازته من قبل الهيئة، وأيضا عدم مراعاته لضوابط المحتوى الإعلامي مما يعد مخالفة لنظام الإعلام المرئي والمسموع ولائحته التنفيذية.

وقالت الهيئة في بيانها اليوم «تواصلت الهيئة مع منتج المسلسل ومسؤولي القناة لإيقاف عرض المسلسل وإزالة جميع الإعلانات الخاصة به على مواقع التواصل الاجتماعي، كما قررت الهيئة تطبيق الإجراءات النظامية المتعلقة بالمخالفة على المؤسسة المنتجة التي أنتجت المسلسل وكذلك على القناة التي قامت ببثه عبر المنصة التابعة لها».

مشاهد وإيحاءات

أثار المسلسل حفيظة المجتمع بمجرد عرضه عبر التطبيق، حيث فوجئ الجمهور من الفكرة الجريئة التي تضمنها المسلسل فضلا عن مشاهد وإيحاءات اعتبرها كثير من المتابعين غير لائقة ولا تليق، خصوصا أن هناك أطفالا يشاركون في العمل، وكذلك وجود مشاهد لا تليق بعادات وتقاليد المجتمع، وكان الاستياء الأكبر من الجمهور هو وجود أطفال في مثل هذا المسلسل، الذي لا تتناسب فكرته نهائيا لهذه فئة العمرية وعدّه الكثير نوعا من أنواع إيذاء الأطفال.

وحول الأثر النفسي على الأطفال من مشاهدة مثل هذه الأعمال، أوضحت استشارية الطب النفسي الدكتورة منى الصواف أن الهدف الأساسي لوجود أطفال في مثل هذا المسلسل هو إثارة الجدل سواء علموا أو لم يعلموا أن الفعل هذا هو سوء استغلال للطفل، وهي جريمة دولية وذلك لحرمة الطفل وكينونته، وكذلك هذه الأفكار فيها إساءة للمجتمع وذلك بخلق أفكار سلبية تؤثر على سلوك عامة الناس، خصوصا أن الإعلام الجديد يصل الآن لكل (يد)، وليس كل بيت كما كنا نقول في السابق، فالأغلب يقوم بمشاهدة المسلسلات ومتابعة مواقع التواصل والإنترنت ونحو ذلك عبر الهواتف المحمولة.

النضج العقلي

أكدت الصواف أن اختيار الأطفال دون سن النضج العقلي، وهو 18 عاما، وبعض التعريفات الدولية رفعته إلى 24 عاما، هذا الاختيار يؤدي إلى تغيير جذري في سلوكيات الطفل، فيصبح بالنسبة له كل محرم مباحا، وكل ما كان غير مقبول قد يصبح مقبولا بالنسبة لهم، وحاليا الأطفال أصبحوا ذوي مدارك أوسع وأكثر نضجا مما كان عليه الأطفال في الأجيال السابقة. وأضافت أن نشر مثل هذه الأفكار وبثها للأسف يسهم في نشر الرذيلة، ولذلك كل الشكر للهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع، أنها أمرت بإيقاف المسلسل ولأنهم تنبهوا للرسائل الخطيرة التي يبثها المسلسل، مشيرة إلى أنه ينبغي أن تتم معاقبة أهالي الأطفال كونهم أولياء أمورهم وهم من قاموا بالموافقة على مشاركتهم في هذا المسلسل.

نظام حماية الطفل

من الناحية القانونية، أكد المحامي نواف النباتي أن تعريض الطفل لمثل هذه المشاهد، كما نصت إحدى فقرات المادة الثالثة من نظام حماية الطفل على اعتبار تعرض الطفل لمشاهد مخلة بالآداب أو غير مناسبة لسنه، شكلا من شكل الإيذاء والإهمال، وعليه فإن الأهل، إذا وافقوا على هذا السيناريو المرسوم، وبهذا الإخراج فقد قاموا بمخالفة المادة، مما يوجب العقوبة التي تكون في مثل هذه الأحوال عقوبات تعزيرية راجعة لتقدير القاضي.