«أيها الإخوة: إن المملكة العربية السعودية تمثل قلب العالم الإسلامي وتستشعر آمال وآلام المسلمين في كل مكان، وتسعى بكل جهد لتحقيق وحدة الصف والتعاون والتكاتف في عالمنا الإسلامي وتحقيق الأمن والسلم في العالم أجمع» - مقطع من كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز لدى استقباله وفود الدول الإسلامية في مكة 2017.

«بدعوة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، ملك الحزم والعزم تُعقد في مكة المكرمة أطهر بقاع الأرض، قمتان طارئتان، قمة خليجية لمجلس دول التعاون الخليجي وقمة عربية لدول الجامعة العربية في هذا الشهر الفضيل شهر رمضان المبارك في يوم 30 مايو 2019، ويتزامن ذلك مع الدورة الرابعة عشرة للقمة الإسلامية التي تستضيفها مكة، كذلك في يوم 31 مايو 2019، وهذه الدعوة الكريمة من قائد هذه الأمة لكي يطلع إخوانه زعماء الأمة العربية والإسلامية والخليجية على ما يحاك ضدهم من مؤامرات وما تشهده المنطقة من أعمال إرهابية» خبر صحفي بتاريخ 30/05/2019 بجريدة المواطن.

هذه نبذة لا تتجاوز الـ1% من نتائج البحث لدى «قوقل» في حال بحثت عما يقوم به خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ويسانده في ذلك ذراعه الأيمن والابن الذي يمشي على نهجه بالحرف، سمو ولي العهد محمد بن سلمان، والذي شرب منهج الحكمة والاعتدال والسعي لوحدة الصف منذ طفولته.

فمن يطلع على استقبال سمو ولي العهد لأمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، في القمة الخليجية في العلا قبل أيام، والتي كانت عيون العالم كلها تنتظر لتنظر ما سيحدث في تلك اللحظة، خصوصا أن هناك أفواها على مستوى المنابر الإعلامية العالمية، تزعق وتنهق بما تعتقد به، وأنه سيحدث في تلك القمة ما كان بعض المرتزقين من شق وحدة الصف الخليجي يتمناه، ولكن ظهر مشهد تجلت به أصالة وعراقة الرجل العربي الأصيل الذي يضع كل خلاف واختلاف على الهامش، لو حل عليه أخيه ضيفاً، فلم يكن ديننا الإسلامي الحنيف برسالة أفضل الخلق سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، ليوصينا بغير ما كان وما صار في ذلك الموقف، فلم يكن الاستقبال إلا بكلمات «يالله حيه، يالله حيه» والتي هي كلمات أطلقها رجل أبهر العالم وأوصل للأمة العربية والإسلامية معنى التسامح والصدق في الوعد، وزاد الأعداء حيرة وتشتتا، كلمات نطق بها سمو ولي العهد لدى نزول أمير قطر من سلم الطائرة، لتزيح كل ما كان من خلاف، وتتحول تلك القمة خلال ساعات معدودة لنموذج حقيقي ليدرس في أعرق الجامعات العالمية، المتخصصة بعلوم السياسة والعلاقات الدولية، في كيفية جمع الكلمة ووحدة الصف، وتحويل نقاط الخلاف إلى نقاط اتفاق بدأ من خلالها عهد جديد استبشر به الأشقاء في الخليج أجمع من حكوماتٍ وشعوب جمع بينها الدين والدم والعرق والمصير المشترك، لأنها تعلم على مر التاريخ السعودي الحاضر أنه في المشاكل التي يعتقد العالم أجمع أنها معقدة ولا حل لها، تجدها وقد تم حلها بقبول دعوة من «الملك سلمان» ليجتمع الإخوة في «بيت الأخ الأكبر».