بداية.. الرأي الصح بالنسبة لك قد يكون خطأ بالنسبة للشخص الجالس أمامك، والعكس صحيح.. البعض لا يحب أن يسمع إلا صوته ورأيه، ولا يحب أن يناقش إلا أفكاره، لأنه ببساطة يعتقد أنه الأفضل، وأن هذا الآخر قليل المعرفة مقارنة به، لأنه مخدوع بذاته والحقيقة أنه جاهل.

مشاكل الدنيا كلها بسبب قاعدة «أنا على صواب.. والآخرون غالبًا على خطأ»، والصح أنك على صواب والآخرون على صواب، الاختلاف أن صوابي لا يناسبهم، وصوابهم لا يناسبني.

دول، منظمات، شركات، مؤسسات، أفراد، عوائل، أقارب، جيران، زملاء، إخوان، جميع مشاكلهم وتباعدهم وعدوانهم بسبب ما يناسبك لا يناسبني، وما يناسبني لا يناسبك، وأنت صح والآخرون خطأ أو الآخرون صح وأنت خطأ.

من يرى أنه صح دائمًا ويصادر الحقيقة، فلديه عُقد ومشكلة ثقة بالنفس واضحة، لذلك يحاول أن يغطيها بالجدال والصياح، ويحاول أن يؤثر على الآخرين بأنه صاحب الحق دائمًا.

إن انغلاق العقول والجهل والعناد صنعت «أنا صح» دائمًا ومصادرة الرأي الآخر وعدم قبوله، بذلك كثرة العداوات وأضعفت ترابط وتسامح المجتمع.

من الإجابات التي خلدها التاريخ.. ‏إجابة الفيلسوف والعالم الإنجليزي برتراند راسل عام 1959، على آخر سؤال من مقابلة (BBC): ماذا تريد أن تخبر الأجيال القادمة عن أهم الدروس التي تعلمتها من الحياة!.

فأجاب.. علينا تعلم التسامح فيما بيننا، وتعلم قبول حقيقة أن بعض الناس يقولون ما لا نحب أن نسمعه؛ لذلك لا يمكننا العيش سوى بهذه الطريقة الحتمية لبقاء البشر على الحياة.

رأيي صواب يحتمل الخطأ.. ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب.