على نحو لم يكن في الحسبان، قاد موقع «منصتي» عددا من الأمهات إلى تعلم القراءة والكتابة، وحفظ سور من القرآن وغيرها، من خلال متابعتهن للحصص الدراسية التي تقدم لأطفالهن عبر هذه المنصة، بعد اعتماد التعليم عن بعد، وإيقاف الدوام الحضوري.

واضطر كثير من الأمهات، ومن خلال حاجتهن إلى مساعدة أطفالهن في التعلم والوصول إلى المعلومات، إلى متابعة كل الدروس عبر المنصة، وتعلم مبادئ القراءة والكتابة لتيسر عليهن التعامل مع صغارهن.

فائدة جمة

تقول أم فيصل «على الرغم من كل ماعانيناه خلال مرحلة التعلم عبر منصة مدرستي، إلا أنني أعترف أنني ـ ولله الحمد ـ قد استفدت كثيرا من خلال إشرافي ومتابعتي لأبنائي، خلال دراستهم ومتابعتهم للحصص، حيث أتقنت كثيرا من الأمور، وأهمها القراءة والكتابة بشكل جيد وسليم».

وتضيف «كنت أجهل بعض الأمور التعليمية، لكنني نجحت في تحقيق فائدة جمة بفضل الله أولاً، ثم بفضل متابعتي الدقيقة، بالاستماع إلى المعلمين والمعلمات مع أبنائي وبناتي».

حفظ جزء عم

تبين «كرامة» أنه «على الرغم من اعتراض كثير من الأمهات على التعليم عن بعد وعبر تطبيق منصتي، إلا أنني أخالفهم الرأي، صحيح أنه تغيرت علينا أمور كثيرة، إلا أنني ولله الحمد والفضل استفدت من «منصتي» أهم الأشياء في حياتي، وهي حفظ عدد من سور القرآن الكريم، وهذه أعدها من أكبر وأهم النعم، فلم أكن أحفظ سوى ثلاث الى أربع سور، وخلال مرحلة التعليم عن بعد اقتربت من حفظ جزء «عم» كاملا، ولله الحمد والشكر».

مواصلة التعليم

لا تخفي أم خالد أنها كانت ممن يطالبون بعودة المدارس وإلغاء «منصتي»، وتقول «استفدت خلال هذه المرحلة، ما لم أستفده في سابق حياتي، حيث لم أتلق التعليم الكافي مع بداية مرحلتي العمرية، وذلك لظروف لا أود التطرق إليها الآن، وكذلك لزواجي المبكر، ومع «منصتي» تعلمت كثيراً، وكنت مواظبة جدا مع أبنائي على حضور الحصص والمتابعة بكل جيد، فأتقنت الكتابة والقراءة وحفظ القرآن، إضافة لبعض الدروس الهامة في المواد الدينية، ولغتي والأمور الحسابية، وهذا شجعني على المواصلة في التعلم، فقد أصبح الأمر سهلا».

حضرت الأمهات وغاب الأبناء

تتأسف سارة عبدالكريم لواقع التعليم عن بعد، حيث ترى أن الأمهات حضرن وغاب الأبناء، وقالت «للأسف الشديد واجهنا صعوبات بالغة في تعليم أبنائنا وبناتنا، سواء بالتزامهم وتواجدهم بالمنصة التعليمية، وخصوصا المرحلة الابتدائية، والملاحظ أن الأمهات هن من يحضر، ويختبر ويتابع الدروس، وكثيرات منهن تعلمن القراءة والكتابة بسبب حضورهن الدائم، فيما كثيراً ما يغيب الأبناء».

حفظ القرآن

تؤكد أم فراس أن «عددا من الأمهات استفدن من منصتي، في حفظ عدد من السور القرآنية، من خلال متابعتهن لأبنائهن، والتسميع مع المعلمات والمعلمين، رغم كل الصعاب التي واجهناها في ظل تطبيق التعليم عن بعد، حيث لم يألفن الأمر من قبل، لكن كثيرات منهن تكيفن مع النظام الجديد، في أوقات نومهن وصحوهن، وحتى زياراتهن للأهل والأقارب».

إنشاء مراكز الدعم الفني والتقني للطلاب والطالبات

عودة المدارس

تتمنى أم ردينا عودة المدارس والدوام الحضوري، وتؤكد أنها واجهت صعوبات كبيرة في التعامل مع المنصة، كما أنها تؤكد صعوبة توفير الجو المدرسي في البيت، وخصوصا للصفوف الأولى التي تحتاج خبرة خاصة في كيفية إيصال المعلومة وتقبلها.

مبادرات

يرى المدير العام للتعليم في منطقة نجران الدكتور ملفي بن عبدالرحمن العتيبي، أن إعلان وزير التعليم الدكتور حمد بن محمد آل الشيخ آلية العودة للدراسة عن بعد، تعبير عن الاهتمام والحرص الحكومي على كل ما من شأنه صحة المواطن، وتمكن الطلبة من متابعة رحلة العلم عبر الوسائل التقنية المختلفة، مبينا أنه تم تنفيذ حزمة من المبادرات والبرامج وورش العمل والدورات التدريبية التي تهتم بالتعليم عن بُعد، ومنصة مدرستي وإطلاق حملات تثقيفية وإنشاء مراكز الدعم، لتقديم الدعم الفني والتقني للطلاب والطالبات، وتذليل الصعوبات التي تواجههم، إلى جانب الدعم والمساعدة في التسجيل وأساليب التعليم عن بُعد، والرد على استفسارات الطلاب والطالبات وأولياء الأمور، فيما يخص منصة «مدرستي».

وأضاف «تم تقديم عدد من المبادرات من قبل المدارس لخدمة الطلاب والطالبات، الذين لم يتمكنوا من الدخول للمنصة، والتواصل مع أولياء الأمور وتقديم كافة الخدمات لهم، كما تم معالجة وضع الطلاب المفقودين في منصة مدرستي، وتكثيف الأدوار التكاملية بين المكاتب والميدان، وتوفير الأجهزة اللوحية من قبل عدد من المدارس لبعض الطلاب غير القادرين على توفيرها، وتنفيذ ورش العمل ولقاءات وزيارات ميدانية وإلكترونية ودروس تطبيقية، وتنفيذ الاختبارات التشخيصية لقياس الفاقد التعليمي، ووضع خطط للتحسين بناء عليها، ومتابعة المدارس في ذلك، وكانت النتائج مميزة.

الاستمرار مطلب

أشادت أم ثامر بتعاون جميع المعلمين والمعلمات، وهو ما مكن كثيرا من الأسر من تجاوز هذه المرحلة الصعبة الطارئة، موضحة «رغم كل الصعوبات مهمة المهمة تسهل شيئا فشيئا، حتى وصل الجميع للهدف المنشود، بتعاون الجميع» مطالبة باستمرار التجربة، قائلة «استفدنا من التجربة كأمهات أكثر من الأبناء، وتعلمنا ما لم نتعلمه في السابق، وأخالف كل أم تطالب بإلغاء منصتي».

أبرز الجهود خلال التعليم عن بعد

الدعم والمساعدة في التسجيل وأساليب التعليم عن بُعد

حملات تثقيفية عن التعليم عن بُعد ومنصة مدرستي

توفير أجهزة تابلت للطلاب الذين تعذر حضورهم منصة مدرستي

تنفيذ زيارات ميدانية وإلكترونية ودروس تطبيقية

تنفيذ اختبارات تشخيصية لقياس الفاقد التعليمي

وضع خطط للتحسين ومعالجة الفاقد التعليمي

تنفيذ حزمة من المبادرات والبرامج وورش العمل والدورات التدريبية