ولكن أكثرها اتفاقا هو أن الجسر دخل في حالة من الطنين أو ما يعرف بالرنين في أجسام أخرى «Resonance»، وهذا ماجعل الاهتزازات التي بدأت خفيفة تتحول إلى اهتزازات غير محتملة، جعلت ما كان يُنظر إليه على أنه تحفة معمارية، ساقطا لا يقوى على حمل نفسه من أوحال النهر.
وقد يكون هذا أشبه بحال بعضنا، فقد يكون بعضنا قويا متماسكا ينظر إليه الكل بغبطة على ما أعطاه الله من ذكاء أو أموال أو عقلية مثقفة متفتحة، أو عائلة سعيدة متحابة، أو حتى انتظام في الوقت والعمل، وممارسة للرياضة والحياة الصحية، أو.... أو.... أو إلخ.
ويأتي يوم ويستمع أو ينظر لما له تأثير عليه أشبه بتأثير تلك الرياح الخفيفة التي هبت على «تاكوما»، ولكن صاحبنا هذا لخفته وعدم خبرته في التموج الآمن مع تلك الرياح، فقد استطاعت أن تترك داخله طنينا لم يهدأ، وكل يوم تزيد وتزيد، ولم يسأل أهل الخبرة في تلك المواقف أو بالأحرى، لم يثق بأن تلك الاهتزازات لها خالق قادر على إيقافها حينما نعود إلى خالقنا وخالق تلك الرياح وطنينها، ونرتمي في أحضان رحمته التي وسعت كل شيء.
من منا شاهد قريبا أو صديقا يموت أمام عينيه، ومن منّا رأى أحدا ممن كان يعتقد أنهم جبال لا يقهرون، وقد أتى يوم رآهم وقد بلغ منهم المرض عتيًّا، وبدأت صلابتهم تذوب أمام عينيه، ومن منّا كان ينتظر حلما وتحقق، كوظيفة الأحلام أو فتاة الأحلام، ولكن بعدما أصبح الحلم حقيقة، نسي كل تلك اللحظات الجميلة وبدأ يشرّع قلبه لرياح الوساوس وجعله ذلك الأمر، وإن بدأ هادئ الحركات من الخارج، إلا أن داخله طنينا أشبه بـ«الطنين الذي أسقط جسرا».
نظرة للسماء: قال تعالى: «وَإِن یَمسَسك ٱللَّهُ بِضُرّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِن یَمسَسكَ بِخَیر فَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَیء قَدِیر».