أن تأتي متأخراً خير من ألا تأتي، فقمة العلا قد تكون بداية صحوة خليجية، تجاه المخاطر المحدقة بدول الخليج من قبل إيران، وتعد واحدة من أخطر المهام التي تواجه الخليجيين هي التهديد الإيراني المستمر لهم، فإيران لديها مشروع وهدف تسعى لأجل تحقيقه، ولن تغمض لها عين أو يتوقف جموحها إلا بتحقيقه، وهو السيطرة على الخليج العربي.

الخليجيون اليوم بحاجة ماسة لإعادة دور مجلس التعاون الخليجي، وردم الفجوة التي بينهم، وهي خطوة جادة أن تأتي قمة العلا في توقيت هام جدا، ومرحلة خطرة وكان الشارع الخليجي ينتظر ومن وقت طويل هذه القمة، التي أتت في توقيت مناسب وأعادت إلى المواطن الخليجي خاصة والعربي عامة، الأمل في إحياء دور دول الخليج نحو مصالحة خليجية، ولملمة الصف والسعي نحو قيام مجلس التعاون الخليجي بدوره الحيوي، تجاه ما يعانيه العرب من تشتت وتمزق في المرحلة الراهنة، وكون مجلس التعاون الخليجي هو السباق في الماضي لإحياء القمة العربية، فهل ستكون قمة العلا مقدمة لقمة عربية؟. هذا ما ينتظره الشارع العربي بفارغ الصبر.

إيران وجدت فرصة سانحة في مد نفوذها داخل الخليج والدول العربية، وزرع أياديها فيها، فاستغلت التفرق والتشتت والتمزق والخلافات بينهم، وعملت على تشجيع الطوائف الشيعية فيها كما هي الحال في البحرين ولبنان واليمن والعراق وغيرها، ولولا الضعف والخلافات التي تعيشها هذه الدول،ما ظهر هذا التمادي الإيراني الذي لم يظهر إلا بسبب انشغال الخليج والعرب بخلافات استغلتها إيران لصالحها.

قمة العلا قد تكون قاصمة لظهر إيران، وتوقف هيجان الخطاب الإيراني وحسن نصرالله، في التهجم والتطاول المستمر على السعودية خصوصاً، والخليج عموما، ومطامعهم السياسية.

لقد حظيت قمة العلا بمباركة خليجية وعربية واسعة وفرحة عارمة، فدول الخليج معنية عناية تامة باليمن، وعليها أن توليه اهتماما واسعا، بعد أن استطاعت إيران أن تدعم مليشياتها في القيام بانقلاب وتمرد مسلح فيه، واللعب بالأوراق السياسية.