ارتفع عدد المصابين بفيروس كورونا في إحدى الدول العربية المجاورة خلال اليومين الماضيين بشكل مخيف حيث سجلت وزارة الصحة هناك أرقامًا قياسية وصلت إلى 3506 مصابين في اليوم الواحد، وهو عدد كبير جدًا مقارنة بدول أخرى قريبة، وقد قامت السلطات هناك بفرض إجراءات وقائية احترازية صارمة للحد من انتشاره، في حين ما زالت وزارة الصحة في المملكة العربية السعودية تسجل أرقامًا متدنية بحمدالله.

ففي إحصائية سابقة لوزارة الصحة، وصلت حصيلة المصابين بفيروس كرونا في المملكة في يوم ما، إلى أقل من 100 حالة، حيث بلغت الحصيلة تحديدًا 82 إصابة، فيما بلغ عدد الوفيات لنفس اليوم 7 وفيات لا غير، وهي أقل نسبة تسجلها الوزارة للمصابين بالفيروس في ذلك اليوم، ولأول مرة على مستوى المملكة منذ أن ظهر الوباء فيها، وما تزال نسبة المصابين بهذا الفيروس في انخفاض بحمدالله، وانتهى عدد المتوفين من تداعيات الفيروس أمس إلى 4 وفيات فقط.

هذه النسب المنخفضة بصورة واضحة، تجعلنا نعود بالذاكرة إلى الوراء قليلًا ونستذكر معًا تلك الأعداد الكبيرة من المصابين مع بدايات ظهور هذا الوباء، والذين بلغت حصيلتهم في ذلك الحين الألوف، والوفيات بالمئات، عودة الحياة إلى صورتها الطبيعية نوعًا ما، وانحسار الوباء بشكل كبير، وتقلص عدد المصابين بصورة ملفته مقارنة بدول أخرى هو أمر يدفعنا جميعاً إلى الإلتجاء إلى الله سبحانه وتعالى لتلتهج أفواهنا إليه بالحمد والشكر، ونرطب ألسنتنا بالدعاء صباح مساء على ما منه الله علينا من نعم.

كما يدعونا ذلك أيضًا إلى أن نفخر ونعتز بمواقف حكومتنا الرشيدة وخططها الموفقة في مواجهة هذا الوباء، إن التجربة السعودية في هذا الجانب تجربة واعدة يجب أن يُستفاد منها لتعم كل دول العالم وتفعل إجراءاتها خطوة بخطوة، خاصة على تلك الدول التي ما تزال ترزخ تحت وطأة هذا الفيروس، فمن المهم أن تحذو الدول العالمية حذو المملكة في خططها التي رسمت بدقة عالية، فمنظومة الإجراءات التي اتخذتها وزارة الصحة، كانت العون الأول وصمام الأمان في دحر هذا الفيروس بعد توفيق الله تعالى وفضله ومنه ورحمته، فاللهم لك الحمد والشكر والمنة، ويكفي فخرًا أن المملكة العربية السعودية كانت أول الدول التي قامت باستيراد اللقاح المضاد للفيروس وتعميمه مجانًا على المواطن والمقيم.

وقفة أخيرة

تدني مستوى الإصابات بالصورة التي نراها الآن، لا يعني زوال الخطر بالكلية والتراخي والتمادي، والاستهتار بالإجراءات الاحترازية قد يعود بنا الى المربع الأول، مما يعرضنا جميعا للخطر، وما يقوم به البعض من كسر حواجز الإجراءات الإحترازية بتجاوزها، هو أمر مؤسف، لذلك يترتب علينا جميعًا التعاون والالتزام بالتعليمات والإجراءات الاحترازية حتى زوال الخطر بالكلية وحتى نجو جميعًا إلى بر الأمان.