يختلف التقيد بتنفيذ الوعد من إنسان إلى آخر، وتنفيذ الوعد عادةً يعتمد على «مع منْ». فالإنسان الذي يتقيد بتنفيذ الوعد، هو في قمة الإنسانية والتعامل الصحيح مع الآخرين، والتقيد بالقيم الإسلامية التي نفتخر بها.

هذا الإنسان سواء أكان رجلاً أم امرأة محل الثقة، أما الإنسان الذي يختلق جملة من الأعذار لتبرير تأخره عن الموعد سواء أكان موعد مقابلة لوظيفة أو لقاء مدير أو زيارة عائلية وهكذا، فهذا إنسان فقد السمة الحضارية، وهو مستهتر بالآخرين ولا يحب الآخرين.

للأسف هذه ظاهرة في مجتمعنا رغم أننا أكثر شعوب العالم التي تقتني الساعات وتلبسها وتحملها. الإنسان الذي ينسى الموعد برُمته هذا أسوأ من الإنسان الذي يتأخر، وما أكثر من ينسون المواعيد. هناك زوجات وهُنّ كثر ينسين مواعيد أزواجهن، ويخلقن خلافات أسرية تهيمن على الوضع الأسري، أزواج كثر وضعوا زوجاتهم في القائمة السوداء في احترام المواعيد.

تدرون ما هي إجابة الزوجة؟ (آسفة لم أنتبه للوقت) (كم الساعة الآن) (ساعتي متأخرة) أعذار واهية، ليست صحيحة. هناك أزواج وضعوا قواعد احترام المواعيد ونفذوها في محيطهم الصغير لكنهم فشلوا حين وسعوا دائرة الاهتمام. لا أعرف كيف تعلّم الزوجة أطفالها احترام المواعيد وهي لا تحترمها مع زوجها، لا أعرف كيف لا تحترم المواعيد وربما تكون معلّمة أو مديرة أو طبيبة أو سمِّ ما شئت. هناك رجال عجزوا في فتح تلك الأبواب المغلقة والتي تؤدي إلى احترام زوجاتهم للمواعيد خصوصاً معهم. عجزوا ولم يعودوا يثقون بمواعيد زوجاتهم. والنتيجة وجود فجوة كبيرة ربما يسقطان بها مع مرور الأيام.

قطعت على نفسها وعداً بالخروج لتناول طعام الغداء، استعد الزوج وجلس ينتظر وحين عادت لمْ ير أي اهتمام أو ير أي إشارات إلى أن هناك موعداً بينهما، ببساطة قالت: نسيت الموعد. أتدرون ما هو شعور ذلك الزوج، الإحباط والقناعة أن الموعد غير مهم. كم هو مؤسف أن يصاب ذلك الزوج بعدم احترام نفسه وذاته، حتى مع أقرب الناس إلى قلبه زوجته.

ماذا ينتظر الزوج من زوجته؟ الاحترام، وقمة الاحترام، احترام المواعيد وعدم جعلها في ذيل اهتماماتها. لكي أكون واقعيّاً هناك أزواج لا يهتمون بالمواعيد التي تقطعها زوجاتهم، فهم لا يحترمون أنفسهم وبالتالي لا تحترمهم زوجاتهم.

همسة في أذن الزوجة التي يحترم زوجها المواعيد: لا تجعلي نفسك في موقف ضعيف، أنتِ لست كذلك، احترمي نفسك واجعلي حياتك مضرب مثل باحترام المواعيد.

احترام المواعيد دليل احترام الإنسان لنفسه وخوفاً عليه أن يكون منافقاً. عن أبي هريرة عن النبي صلى اللَّه عليه وسلم قال: (آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان). متفق عليه.

أخيراً زوجات لا يفينَ بوعودهِن، إنها ثقافة مجتمع، ثقافة أسرة، وبالتالي ثقافة إنسان يحترم نفسه.