المهم أنني ومن واجب إنساني اتصلت على الرقم 940 لبلاغات البلدية، وبعد الشرح للموظف، قال ببساطة لم تُفعّل هذه الخاصية لدينا وعليك أن تقدم هذا الطلب لأقرب أمانة لديك يدويا، وبعد أن قررت الذهاب تفاجأت أن هذا الطريق السريع يتبع لوزارة النقل، وهنا لا بد أن أذهب للأمانة والنقل، ولكن كيف أستطيع أن أثبت لهم أنه قد حدث على هذا الطريق حوادث مميتة متكررة في فترة قصيرة، فعلي أن أذهب أولا للمرور لتحديد مكان الحادث، ومن ثم أذهب للإسعاف لتحديد أن الحالة قد توفت، وأذهب لمصلحة الزكاة والضمان الاجتماعي لحماية الحياة الفطرية والنفطية لتوثيق أن المقاول لم ينفذ هذا المشروع بشكل كامل و..... و...... و...... إلخ، وأيسر من ذلك كله أن أتصل على الإسعاف والمرور «منها أتطمن عليهم أسبوعيا ومنها أبلغهم أن فيه حادث والسلام».
تساءلت حينها لماذا كل مدينة لها نظام خاص في هذا التعامل، فتجد المنطقة الشرقية لديها لجنة مرورية بمستوى عالمي، وتدرس كل زاوية ونقطة عمياء أو سوداء تسببت في زيادة الحوادث في هذا الموقع، وتجد أن «نجم» في الرياض مثلا له مركز قيادة متطور يحدد آليا أماكن الحوادث وبمجرد أن يتكرر حادثان أو ثلاثة تبلغ الجهات المعنية لإرسال الخبراء لتحديد المشكلة وحلها، ولكن هل هناك آلية موحدة تتبعها جهة واحدة لتحديد أسباب الحوادث وتعالجها فورا وتعاقب من لم يتجاوب معها، مثلما نرى أن هيئة مكافحة الفساد لها السلطة على جميع الأجهزة الحكومية بتقديم من يفسد في المال العام للعدالة، فهل لنا أن نرى هيئة تقدم من يزهق الأرواح العامة للعدالة، فبدلا من أن نتعامل مع عشرات الجهات بمختلف تعقيداتها و«تصريفاتها» أحيانا وإنجازها وتفهمها أحيانا أخرى، نجد رقما موحدا للجنة أو حتى (هيئة مكافحة الحوادث المرورية).