من الجميل جداً أن تسافر إلى عالم آخر، عندما يتعلق الأمر بقراءة الروايات، فتتلذذ بسيناريوهاتها ورسم هيكلتها ورشاقة سردها. الرواية أدب من نوع آخر، وتعتبر جنساً أدبياً مؤثراً، لا يقل أهمية عن الفن والشعر وغيرهما، لذلك نجد الكثير من القراء والكتاب لديهم اهتمامات كبيرة جدا بهذا الفن الحر، فكيف إذا تعلق الأمر برواية من نوع حركي حديث ممتع؟.

هكذا أبدعت الكاتبة مريم محمد في سرد في تقديم روايتها «ملعون أنترياس» بـ 456 صفحة لكي يستلذ بها محبو القراءة بكل سلاسة، والتأمل معها لفانتازيا بصورة مؤثرة جدا من خلال أسطرها التي تجعل القارئ يلتهم أوراقها بلا شعور، مسافرا مع السرد الذي رسمته الكاتبة لكي تجعل من القارئ بطلا مسكوبا على الورق أيضا.

وفقت الكاتبة في سرد روايتها، خصوصا في اختيار أبطالها. كان خيالها يرسم عالما متكاملا مع مخلوقاته الغريبة والمنوعة و ظواهره الفريدة، فقدمت عملاً جاهزا للإخراج كدراما تليفزيونية حديثة، ولا ننسى طبعا رسومات شخصيات الرواية، التي أعطت شكلا جذابا ورونقا للرواية لكي تقرب للقارئ تفاصيل الأحداث.

رغم إطالة بعض الأحداث التي يعتبرها بعض القراء مملة، إلا أنه سرعان ما تتوالي الأحداث الدرامية بتقنية رائعة. نهاية «ملعون أنترياس» مفتوحة، يتشوق القارئ لمعرفة ما حل أو سيحل بكاثرين لاحقا، عنصر التساؤل ضروري جدا عند القارئ، فالكاتب الناجح هو من يبهر القارئ خصوصا عند خاتمة كتابه، بأن يسأل نفسه ماذا قدم له هذا الكتاب؟ أو ما أهمية ما قرأ؟ مهما كان نوع الكتاب الذي بين يديه.