خلال الشهر الحالي، نشرت بعض الصحف مواضيع عدة عن «كورونا»، منها أن «الداخلية» أوضحت أن إحصاء مخالفي الإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية من الفيروس خلال أسبوع بلغ 18563 مخالفا، وعلى أثره شددت «الداخلية» على المواطنين والمقيمين ضرورة مواصلة الالتزام بالإجراءات الوقائية والتقيد بالتعليمات، وكذلك شدد أمير الرياض على ضرورة تطبيق الاحترازات، لمنع انتشار «كورونا»، وإنشاء غرفة عمليات، تجمع العديد من القطاعات المعنية، لمتابعة مستجداته في المنطقة. وأكد ضرورة رصد جميع مخالفات عدم الالتزام بالاحترازات، موجها القطاعات المعنية بتكثيف الجولات الميدانية ورصد المخالفات. وقال وزير الصحة: رصدنا زيادة ملحوظة في عدد الإصابات بالفيروس بسبب التجمعات، والتراخي في التدابير، ولذا يلزم كل شخص لبس الكمامة عند خروجه من المنزل.

وحذرت الوزارة مرارا من ارتفاع إصابات «كورونا» اليومية في المملكة، داعية الجميع إلى الحرص على غسل اليدين بالماء والصابون، حيث إنه أهم وسيلة للوقاية من الفيروس. وقالت إن الحصول على اللقاح المضاد للفيروس لا يعني عدم الاستمرار في الالتزام بالاحترازات، وإن عدم الالتزام بها قد يضطرنا إلى فرض إجراءات احترازية قوية وبقيود مكثفة، لحماية المجتمع. ودعت الوزارة الجميع إلى المحافظة على المكتسبات التي تحققت في التصدي لـ«كورونا». من جهته، وجه الأمير الدكتور فيصل بن مشعل، أمير منطقة القصيم، القطاعات الحكومية والخاصة في المنطقة باتخاذ جميع الإجراءات الوقائية، لمنع تفشي الفيروس، ورصد مخالفات عدم الالتزام بالبروتوكولات الصحية، وتفعيل كل ما من شأنه رفع مستوى الوعي وحماية المجتمع.

من كل ما سبق يتضح، بل يتأكد، الاهتمام البالغ من كل مسئولي الدولة بسلامة أبناء الوطن، وحتى المقيمين على أرضه، من هذا الوباء، بل ومن كل وباء قادم، ولنعلم جميعا أن عدم الالتزام بكامل الاحترازات هو السبب الذي أدى إلى عودة ازدياد الإصابات بهذا الفيروس، وأن إصابة 18563 خلال أسبوع لدليل على التساهل في عدم الأخذ بكامل الاحترازات، ولا شك أنه لو ارتفع عدد الإصابات من جديد فلا بد من اتخاذ إجراءات أشد صرامة مما كان سابقا، كما قال وزير الصحة، لأن عودة انتشار الفيروس من جديد لن يكون بسيطا بل ربما يكون أشد رعبا وأسرع انتشارا مما كان في بدايته، خاصة أن الخوف يراود مسئولي الصحة بوصول الفيروس المطور، الذي نسمع عن ظهوره في بريطانيا وألمانيا، إلى وطننا، بل إنه يتحتم علينا جميعا أن نتعامل بجدية مع مستجدات الجائحة بعدما أظهرت إحصاءات أن إجمالي عدد حالات الإصابة المؤكدة في المملكة 368639 حالة، منها 2146 حالة نشطة، ومنها 375 حالة حرجة.

ونتيجة رصد زيادة ملحوظة في عدد الإصابات بالفيروس بسبب التجمعات، والتراخي في الالتزام بالاحترازات والتدابير، صدر تعميم من وزارة الشئون الإسلامية بتأكيد الاستمرار في تنفيذ جميع الاحترازات والإجراءات المعتمدة داخل المساجد، علما أن حكومتنا - أعزها الله - تبذل الغالي والنفيس من أجل صحة أبناء الوطن والمقيمين على أرضه بالحماية من هذا الوباء.

ومن هنا أنادي بأن الحياة غالية الثمن، وأرى أن قنطارا من ذهب الوقاية خير من مليون قنطار للعلاج، فالوقاية تمنع الألم الجسدي والنفسي، أما العلاج فتصاحبه آلام جسدية ونفسية، وربما يصل الأمر إلى اليأس من الحياة، وهذا ما لا نتمنى أن يصل إليه إنسان.

حمانا الله جميعا مما يقلق راحتنا ويقض مضاجعنا، والله هو الحافظ.