تكررت حوادث قطع الأشجار المعمرة على ضفاف وادي نجران التي طالت أشجار السدر والسمر والأثل، وارتفعت الأصوات المطالبة بمحاسبة المعتدين حفاظا عليها، في ظل صمت رسمي، وتقاذف المسؤولية المباشرة عن الجهة المعتدية بين عدة جهات حكومية بالمنطقة، وسط تحذير من قبل جمعية نجران الخضراء، واتهامها المعتدين بالضلوع في الإضرار بالبيئة.

تكرار الاعتداء

يعد هذا الاعتداء الثاني على الأشجار المعمرة بنجران خلال 3 أشهر، وكانت «الوطن» نشرت الاعتداء الأول، تحت عنوان «اعتداء على السدر المعمرة وعقوبات للمخالفين» بتاريخ 28- أكتوبر 2020، عندما أثار قطع أشجار سدر معمرة في مركز الخانق بمحافظة بدر الجنوب بنجران، غضب الأهالي ونشطاء البيئة بالمنطقة انتهت بتدخل رسمي، من فرع وزارة البيئة والمياه والزراعة بتطبيق النظام بحق المخالف، وتوقيع غرامة مالية عليه، وتحذير كل من يعتدون على الأشجار ويسببون أضرارا للبيئة، حيث أكد فرع وزارة البيئة حينها، تلقي بلاغ حول قطع شجرتين من نوع السدر المعمر، وفي الحال كُلف المختصون بالوقوف على الموقع وضبط المخالفة وبإعداد محضر الضبط اللازم، واتضح وجود تدمير شبه كلي لشجرتين من أشجار السدرالمعمرة، وأن من قام بذلك إحدى المؤسسات التي لديها مقاولة لإيصال التيار الكهربائي من مركز الخانق إلى محافظة بدر الجنوب دون الرجوع للجهة المختصة.

ترامي المسؤولية

أكد مواطنون لـ«الوطن» شروع شيول تابع لمقاول صيانة أحد المشاريع الحكومية في قطع أشجار السدر المعمرة والأثل والسمر المعمرة بوادي نجران، بحجة أن هذه الأشجار قريبة من أسلاك الضغط العالي، مشيرين إلى أن ارتفاع تلك الأشجار لا يتجاوز 7 أمتار، بينما يتجاوز ارتفاع أسلاك الضغط 60 مترا، فيما كان هناك ما يشبه التنصل من مسؤولية تلك الاعتداءات، بعد أن أكد مدير الشركة السعودية للكهرباء بمنطقة نجران المهندس سالم آل دغفان لـ«الوطن»، أن الضغط العالي يتبع لشركة النقل الوطنية، وتتم صيانته من قبلهم، إلا أن مدير شركة النقل الوطنية بنجران المهندس يوسف آل شهي، أوضح أن هناك قنوات رسمية يمكن التواصل معها للتعليق عن تلك الاعتداءات، وعند طلب المحرر تلك القنوات ليتم التواصل معها، أفاد آل الشهي بأنه يجب التواصل مع مدير كهرباء المنطقة، أما مدير عام فرع وزارة البيئة والمياه والزراعة أحمد آل مفلح، فقد تجاهل الرد على خطاب «الوطن» المرسل منذ 10 أيام.

غضب الجمعية

رفض رئيس جمعية نجران الخضراء حسين آل ياسين حادثة قطع الأشجار المعمرة وإزالتها من ضفاف الوادي بحجة صيانة الضغط العالي، مشددا على أن ما حدث يتعارض مع التوجيهات الصادرة بالحفاظ على الشجرة، مشيرا إلى أن هذا يعتبر اعتداء على البيئة ومقدرات الوطن، مطالبا بالتنسيق بين الجهات الرسمية، لإيجاد حلول مناسبة تضمن الحفاظ على البيئة، تلافيا لعدم تكرار مثل هذه الأخطاء، مشيرا إلى أن حماية البيئة مسؤولية الجميع يتشارك فيها أفراد المجتمع كافة، داعياً إلى التعاون للمحافظة على الغطاء النباتي، والقضاء على تلك الظاهرة المزعجة، وأنه تلقى كثيراً من شكاوى الأهالي حيال التجاوزات من بعض الشركات حيال قطع الأشجار المعمرة مثل السدر والسمر والأثل والقرض الذي يجب أن يبقى طبيعيا كما هو، مؤكدا أن الجمعية تسعى إلى إعادة توطينها، وناشد آل ياسين الساكنين بالقرب من تلك المواقع الإبلاغ عن أي اعتداءات جديدة، مشيرا إلى أن شجر السدر من العلامات البيئية الفطرية التي تتميز بها منطقة نجران، مما يستوجب حمايتها وإنشاء مشاتل موسعة تساعد على الإكثار منها، خصوصا أنها وجدت في بيئة مناسبة مناخيا وتضاريسيا وجغرافيا.

من النظام العام للبيئة

غرامة مالية لا تزيد على 10 آلاف ريال

إلزام المخالف بإزالة المخالفة

في حالة العود تتم زيادة الحد الأقصى للغرامة على ألا يتجاوز الضعف

يجوز إغلاق المنشأة المخالفة لمدة لا تتجاوز 90 يوما