عند مراجعة موقف الردع النووي للأمة، سيقوم فريق الأمن القومي للرئيس جو بايدن بفحص دقيق لبرنامج سلاح المواجهة طويل المدى (LRSO)، التابع لسلاح الجو، وهو صاروخ «كروز» محدث، يُطلق من الجو نوويا. وفي حين يزعم النقاد أن السلاح قد يكون مزعزعا للاستقرار، فإن تأخير البرنامج أو إلغائه سيكون خطأ فادحا.

فإذا كانت أهمية تحديث الجزء الجوي لـ«الثالوث النووي» واضحة للرئيس أوباما في 2010 الأقل توترا، فإن رؤية البرنامج في البيئة الجيوسياسية، التي تهدد بشكل متزايد اليوم، يجب أن تكون أمرا لا يحتاج إلى تفكير الرئيس بايدن وفريقه، لأنه يزيد من إدراك الأعداء أن الولايات المتحدة يمكن أن تعرض أهدافهم بشكل فعال للخطر، ويصبح تهديد الانتقام النووي الأمريكي أكثر إقناعا.

38 عاما

من المقرر أن يتقاعد سلاح الجو بصاروخ «كروز» الحالي في 2030، وفي ذلك الوقت سيكون السلاح قد تجاوز عمره المتوقع بـ38 عاما، حيث تم تصميمه في 1974، وأصبحت بعض مواده قديمة.

وفي 2017، قال الجنرال جون هيتن، قائد القيادة الإستراتيجية الأمريكية آنذاك: «إنها معجزة أن يتمكن حتى من الطيران».

الردع الموسع

يجب على إدارة «بايدن» إعطاء الأولوية للردع الموسع، لأن التخلي عن تطوير «LRSO» سيؤدي في النهاية إلى حرمان الولايات المتحدة من أي قدرة صاروخية تطلق من الجو، وفيما يلي ثلاثة أسباب تجعل ذلك أمرا خطيرا:

يعد إرسال «LRSO» أمرا ضروريا، للحفاظ على الساق الهوائية لـ«الثالوث النووي»، وهو الأكثر مرونة وظهورا مقارنة بالسيقان البرية والبحرية، حيث إن تسليح القاذفات بقنابل الجاذبية فقط لن يكفي.

أوضح الجنرال تيموثي راي، قائد قيادة الضربة الجوية العالمية بالقوات الجوية: «الغالبية العظمى من الأهداف التي تغطيها ساق القاذفة في الثالوث تتطلب استخدام أسلحة مواجهة.. لإسقاط قنابل الجاذبية سيتعين على القاذفات الطيران مسافات طويلة محتملة بين أهداف في أراضي العدو، ومواجهة الدفاعات الجوية على طول الطريق».

بدون صواريخ «LRSO»، لتهديد الأهداف التي يتعذر الوصول إليها، لن تتمكن القوات الجوية من أداء مهمتها النووية الجوية.

المهمة النووية

يحتاج سلاح الجو «LRSO» للحفاظ على المهمة النووية للطائرة B-52H، التي ستبقى في أسطول القاذفات النووية عقودا قادمة، في حين أن قاذفة B-21 المستقبلية ستحمل كلا من قنابل الجاذبية وصواريخ «كروز»، حيث إن B-52H تحمل الآن صواريخ «كروز» فقط، ولم تعد قادرة على اختراق الدفاعات الجوية للعدو، لإطلاق قنابل الجاذبية. ببساطة، بدون «LRSO»، لتمكين B-52H ذات القدرة النووية من أداء مهمتها، لن يكون لدى سلاح الجو ما يكفي من القاذفات للقيام بمهمته النووية، حيث يوفر إرسال «LRSO» تحوطا ضد المخاطر الفنية لبقية «الثالوث النووي»، بينما تتمتع القاذفات بقدرة فريدة على الانتقال من حالة الاستعداد إلى حالة التأهب، وتحميلها بصواريخ «كروز» إضافية. وفي حالة ظهور مشكلة في الجهود المبذولة لتحديث بقية الثالوث أو إذا كان الوضع الجيوسياسي المتدهور يستدعي ذلك، يمكن لـ«LRSO» المساعدة في تقليل المخاطر على الردع النووي الأمريكي.

السلاح طويل المدى «LRSO»

هو سلاح مواجهة نووي مسلح بصاروخ «كروز» محدث يطلق من الجو