في خطوة جريئة تدل على قلب الموازين في منطقة الشرق الأوسط، وفي أول قرار خارجي يتخذه الرئيس الجديد للولايات المتحدة الأمريكية، يتمثل في سحب الدعم العسكري في اليمن، الذي قال عنه بعض المحللين إن السياسة الأمريكية مع الرئيس الديمقراطي تعود لحليفها الأول في المنطقة بعد 2003، وإشعال نار الحرب بالعراق، وإسقاط نظامه الوطني، الذي كان بالتحالف مع إيران.

وبمنطق «البراجماتية السياسية»، يسعى جو بايدن، حليف إيران بالأمس، إلى مغازلتها في اليمن بعد سحب دعمه العسكري منه، ورفع صفة التنظيم الإرهابي عن الحوثيين، الذراع العسكرية لإيران في اليمن، حيث الغت الولايات المتحدة،تصنيف جماعة الحوثي اليمنية منظمة إرهابية، لتلغي بذلك أحد القرارات التي اتخذتها إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب.

وقد أكد «بايدن»، في خطابه بمقر وزارة الخارجية الأمريكية، الذي كان الأول له حول السياسة الدولية لإدارته، أن إدارته «تعزز جهودها الدبلوماسية، لإنهاء الحرب في اليمن» بتعلة أنها ستوفر إغاثة ضخمة لملايين اليمنيين الذين يعتمدون على المساعدات الإنسانية والواردات التجارية في تلبية احتياجاتهم الأساسية من أجل البقاء.

قد يظهر للبعض أن الولايات المتحدة الأمريكية تسعى لإرساء السلام والإنسانية، وفي الحقيقة تسعى، بمعية الصهيونية والإمبريالية العالمية، إلى تقسيم اليمن على أساس ديني ومذهبي رجعي، وزرع الطائفية بين أبناء الوطن الواحد بتعلات طائفية متخلفة، لا دخل للشعب العربي فيها، بل هو المتضرر الأساسي والأول، حيث سيجزأ المجزء ويفتت المفتت لمصلحة قوة صهيونية.

ولكن يبقى السؤال: إلى أي مدى ستنجح مبادرة السلام الأمريكية؟ وهل هي فعلا مبادرة سلام أم مبادرة مغازلة؟.