تتنافس الدول في الاستفادة من الثورة التكنولوجية المتسارعة، لأن الريادة في المستقبل سوف تكون بامتلاك التكنولوجيا.

ويعد الذكاء الاصطناعي ثورة تكنولوجية هائلة تحاكي الذكاء البشري، حيث تقدم ردودا تشبه تلك الخاصة بالعقل البشري.

وتم استثمار الذكاء الاصطناعي في مجالات عديدة في الصناعة والطب والتعليم وغيرها.

وما يهمنا هنا مجال التعليم الذي أصبح استثمارا ضروريا وملحا في ظل انشار تطبيقاته بشكل واسع، والنمو المتسارع في تقنياته. يقدم الذكاء الاصطناعي للتعليم مكاسب عديدة، فهو يقدم التعلم للمعلمين والمتعلمين على حد سواء، وفق احتياجاتهم واهتماماتهم، كذلك التصحيح الآلي والتقويم المستمر، وتوفير منصات للتدريس الخصوصي الذكي وتوفير فرصة للتواصل والتعاون بين المتعلمين وزيادة التفاعل بينهم، وتقديم المساعدة للمتعلمين في حل الواجبات المنزلية،وتوفير مميزات خاصة للمتعلمين من ذوي الهمم.

وهناك تطبيقات عديدة للذكاء الاصطناعي في التعليم منها: المحتوى الذكي، وتوصيف المتعلمين، والتنبؤ بأدائهم، والروبوتات التعليمية الذكية، وأنظمة التدريس الخصوصي الذكي، والتقييم والتقويم، والواقع الافتراضي، وأتمته المهام الإدارية.

ومع هذا كله فلن يختفي دور المعلم مع الذكاء الاصطناعي، بل سوف يكون له دور مهم وبارز، بالرغم من كل ما تقدمه تقنيات وأنظمة الذكاء الاصطناعي من الدروس للمتعلمين، ورصد الدرجات وطرح الأسئلة والإجابة عن الاستفسارات والتشخيص، وحل المشكلات وتقديم التغذية الراجعة، بل حتى تقديم التوجيه والإرشاد للمتعلمين، حاله حال الطبيب في حقل الطب والعامل في المصنع.

إن دور المعلم في عصر الذكاء الاصطناعي سيتغير، وعليه، يجب أن يطور المعلم من قدراته ومهاراته حتى يستطيع التعامل مع تقنيات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي، بل ويوظفها في مجال عمله ويبتكر ويبدع، لأن بقاءه سوف يكون مرهونا بقدرته على مجاراة الحال الجديد، لأن الأدوات اختلفت عن السابق، بل حتى حاجات المتعلمين واهتماماتهم، وفي رأيي أن المؤسسات التعليمية لن تقوم بهذا الدور ولن تسعى لإعداد المعلمين للتعامل مع هذا العهد الجديد، وسوف تكون مسؤولية الفرد نفسه، وتعكس مدى وعيه للفترة القادمة، حيث البقاء سيكون للأصلح والأكثر قدرة في التعامل مع الذكاء الاصطناعي، وإلا فإنه سوف يترجل عن مكانه ليحل محله زميل مهنة أوالآلة.