عِند محاولتي للبحث عن بعض التساؤلات عبر مُحرك جوجل: ما هو العالم، ما هي الحياة، ما معايير الحياة، أين يمكن أن أعيش حياة مرفّهة؟.

كانت الإجابات لا تُترجم مغزى السؤال بالمعنى الحرفيْ لِكُل كلمة، هل هذه هي الحياة؟ وسائل تواصل اجتماعية؟ فقط؟ لا شيء أكثر.

هل تعبيري للملأ سيحكم مدى وعيي الفكري وهل كتابتي لمحصولي الدراسي والشهادات في خانة التعريف عن الذات يكفي حقًا بأن أُخبرهم من أنا؟ إلى أين تمضي بنا هذه الوسائل التي لا تسهل ولا تزيد من تواصلنا مع من نحن بحاجة حقًا بأن نتواصل معهم؟.

أصبح الهدف السامي من هذه البرامج هو شغل العقول وتشتيت القلوب، وتحميلنا هم المعيشة التي لم تعد تُرضينا مهما حصدنا، وإن كنا قد حصدنا حقًا ما نطمح إليه سيصعقنا برنامج بأننا نستحق الأفضل!، وهنا الأفضل بحر لا حد له من المعاني لدى كل إنسان يعيش في هذه الحياة.

المعلومات المقتضبة التي تتبعثر هُنا وهناك تزيد من الأنا الثقافية لدى كل من يعتبر بأنه حفظ علم الكتاب بسبب اِطلاعه على بعض المنشورات التي لا تزيدك علمًا حقيقيًّا إنما تزيدك معرفة، والثقافة والمعرفة والقدرة على الحديث وتفسير البراهين العلمية أمور من المُحال أن تكون واحِدة.

الكرة الأرضية أصبحت تخلّف عددا من الكُرات فيها، كرات ودوائر ومتاهات حياتية لا يمكننا أن نفقعها بهذه السهولة.

إن المعايير ليست واحدة وتعلقك بوسائل التواصل بشكل يسحب من عدّادك العمريّ والفكري دون أن تشعر لن يوصلك إلاّ إلى فراغ مميت بعد فوات الأوان.. إنّ الحياة التي سنواجهُها بالقريب البعيد من المستقبل لن تكون أرضًا دون عمار بعد الآن ولن تكون وسائل بدائية لتأمين حياة الفرد في الحياة بل ستكون كثيرًا من التطور، ومزيدًا من الوحدة، هذا ما يقوله العلم، وهذه جملة مختصرة غير دقيقةً تمامًا كالعلم والأحداث والأخبار التي تنشر هنا وهناك.

تحسين جودة الحياة والسعادة - وأفضل مكان للعيش - لن تحصل عليها ما لم توازن ميزانك الداخلي وطريقة اِستخدامك لكل ما هو مؤذي، مهما كان شكل الإيذاء الذي تشعر به.

التركيز هو حجرة أساس قيام أي نجاح والورقة الرابحة لأي متاهة، إن الفارق الوحيد بين هذه الحياة وما كانت عليه قبل مئة عام من الآن هو طريقة إيجاد وسيلة لِمحو الحواجز البشرية التي فرّقت الجميع عن الجميع.

والآن هذا الحاجز يعود ونحن من نبنيه لأنفسنا دون أن نركز. نعم نحنُ والتطور والإسراف في وقتنا الذي هو نِتاجنا وهويتنا.