وردت أسئلة كثيرة من الأمهات و الآباء تقول: كيف أحمي أبنائي من الوقوع في المخدرات مستقبلاً؟.

وللإجابة على هذا السؤال يجب معرفة ما هي أسباب التعاطي، فهناك أسباب عدة منها: التحرش الجنسي والعنف أو الإهمال الأُسَري وأسباب أخرى. فحينما نكون على وعي في طريقة تربيتنا لأبنائنا وحمايتهم فنحن بذلك نساعد على تقليل نسبة احتمالية وقوعهم في هذه المخاطر، إضافةً لذلك تربيتهم على الثقة بذواتهم منذ الصغر عامل أساسي.

وما علاقة الثقة بالمخدرات؟

الثقة بالنفس تُعلمنا كيف نعالج الأفكار والمشاعر السلبية ونحولها إلى أفكار ومشاعر إيجابية. لايعني ذلك بأنه يجب ألا تمر علينا تلك الأفكار والمشاعر السلبية وإنما نتعلم ونعلم أبناءنا كيف نتجاوزها في فترة قصيرة، فالشخص الذي يعتقد عن ذاته بأنه شخص جيد سيشعر باحترام لذاته، فبالتالي يمكنه التعرف أو التركيز على صفاته الجيدة وسيعمل بشكل عام في حياته اتجاه الحصول على حياة سعيدة وناجحة. فمن ضمن برامج علاج المصابين بالإدمان وتأهيل المتعافين منهم العمل على مكافحة وتحسين العوامل التي تؤثر على انخفاض تقدير الذات - مما يدل على أهمية إكتساب الثقة بالنفس لحماية الإنسان نفسه من الوقوع في المخدرات - لأن التحرش الجنسي والعنف الأُسَري والإهمال والصدمات النفسية الأخرى، عندما يتعرض الإنسان لأي منها في الغالب ستؤدي به إلى انخفاض في مستوى تقديره لذاته وأن يكون عرضة للأمراض النفسية ومنها الإدمان. فقلة تقدير الذات قد تساعد على الوقوع في الإدمان، عندما يكون احترامك لذاتك منخفضًا تكون أكثر تأثرًا بالعالم الخارجي أو بالعالم من حولك، وبالتالي تتجه إلى أنشطة خارجية للتعامل مع الأفكار السلبية إلى أفكار إيجابية ويمكن أن تكون المخدرات واحدة من هذه الأنشطة الخارجية.

أفاد مركز الصحة النفسية والإرشاد في جامعة تكساس أن انخفاض تقدير الذات يمكن أن يؤدي إلى نقص في التنمية و/ أو الاتجاه نحو المخدرات أو استهلاك الكحول هذا مجرد مثال واحد من عدد من الدراسات التي اكتشفت نوعًا من الاتصال بين انخفاض الثقة بالنفس وتعاطي المخدرات.

ممكن أن يطرح أكثر من سؤال هنا، كيف يتوجه الشخص إلى المخدرات؟ أسباب عدة من ضمنها قد يكون بسبب الحالة المزاجية السلبية أو السيئة. وما الذي يجعله يتجه لها وهي لها مخاطر خطيرة على حياة الإنسان؟ نعم صحيح. المتعاطي أثناء التعاطي ولفترة بسيطة ومؤقتة يشعر بالنشوة والثقة والسعادة الوهمية وبعد انتهاء مفعول المادة المستخدمة من المخدرات يرجع كما كان من سوء الحالة المزاجية وتزداد سوءًا في كثير من الأحيان فيتحول إلى اعتماد نفسي وجسدي. فالمتعاطي قبل التعاطي وبعد التعاطي تحديدًا يعتقد أن المخدرات عامل مساعد على الراحة والهروب من تلك الأفكار والحالة المزاجية السيئة التي يشعر بها، لذلك علموا أبناءكم على الثقة بذواتهم فالثقة تجعلك شخصًا متفائلًا تجاه الحياة مهما واجهت فيها من الصعوبات.