يقول البير كامو «لا تسر أمامي فقد لا أتبعك، و لا تسر خلفي فقد لا أقودك، بل سر بجانبي وكن صديقي».

الصداقة علاقة جميلة تبدو بدونها الحياة مملة، هي العلاقة التي تعلمنا المشاركة والحب والرعاية، والأهم من ذلك أنها تساعدنا على مواجهة الصعاب وتحقيق النجاح.

وجود أصدقاء حقيقيين هو بمثابة نعمة، حيث يزيد وجود الأصدقاء من الشعور بالأخوة والانتماء، ولعلّ أكثر الصداقات التي تُعدّ قدوة بالنسبة للمسلمين هي صداقة الرسول محمد «عليه الصلاة والسلام» مع أبي بكر الصديق الذي كان وفيًا للنبي «عليه الصلاة والسلام»، كيف لا وهو أوّل من صدّقه وآمن به عندما بُعث نبيًا.

الأصدقاء يجعلون حياتنا جميلة، تصبح مغامرة الحياة معهم أجمل خصوصا عندما يحيط بنا أصدقاء جيدون. نحن جميعا ننتمي إلى عائلة، ومع ذلك، فإن حياتنا كلها لا تدور حول أفراد العائلة فقط، كلنا نبحث عن صديق واحد على الأقل ينتقدنا متى ما احتاج الأمر ويُقدرنا ويساندنا في حين آخر.

وبطبيعة الأشخاص لدينا جميعا حياة خارج العائلة، ولكن مع مرور الوقت والسنوات يبدأ الإنسان بتكوين صداقات خارج حدوده. الأطفال مثلا شخصياتهم مرحة بطبيعتها، يبحثون دائما عن الرفقة فتراهم عندما يقابلون أي طفل آخر في سنهم يتواصلون معهم بسهولة بسبب اهتماماتهم المشتركة باللعب في غالب الأحيان.

في المدرسة، تتكون الصداقات حول الاهتمامات المشتركة. على سبيل المثال، الطلاب الذين يحبون ممارسة الرياضة مثل كرة القدم يتواصلون بسرعة ويصبحون أصدقاء.

يلتقي الأصدقاء ويناقشون اهتماماتهم المشتركة ويغذون مصالحهم معا. ويتساعدون في المدرسة بين بعضهم البعض في فهم الأنشطة الصفية والواجبات المنزلية.

مع التدرج في المراحل العمرية، خلال الحياة الجامعية، نحصل على الاستقلال في اتخاذ العديد من القرارات بأنفسنا. أيضا، يعيش الكثيرون في السكن الجامعي وبالتالي هم بعيدون عن أسرهم. الدراسة معا، والبقاء معا، والتكيف مع بعضهم البعض، ومساعدتهم لبعض وقت الحاجة، كل هذا يجعل روابط الصداقة أقوى.

ولأن الصداقات جزء لا يتجزأ من حياة كل فرد، حتى في الحياة المهنية أيضا، يساعدنا الأصدقاء مع مرور الوقت عندما تصبح بعض الأعمال في إطار جو روتيني مرهق بتحويلها إلى جو إيجابي. حتى خلال رحلة منتصف العمر، تكبر معها المسؤوليات تجاه الأسرة والوظيفة وما إلى ذلك.

مناقشة الضغوطات في بعض الأوقات مع أصدقائنا تجعلنا نشعر بالراحة. هم دعمنا العقلي عندما نكون في أزمة والسند في وقت المشكلة.

لهذا تعد الصداقة من أبرز القيم الإنسانية التي تسمو بها الحياة، لذا فالصداقة شيء مهم وجميل فالأصدقاء الحقيقيون يضيفون اللون إلى الحياة، لأن للصداقة مفهوما واسعا يشتمل الكثير من الكلمات التي تُعبّر عن هذه العلاقة المتميزة.

والأمثلة على الأصدقاء الأوفياء كثيرة، خلدتها الحكايات والقصص التي مرت في التاريخ.