كورونا أو جائحة كورونا كما يطلق عليها أثرت بشكل أو بآخر في العالم برمته. تعطل العالم، وتأثرت الدول اجتماعيا واقتصاديا وثقافيا ورياضيا، والقائمة تطول حيال الجوانب التي تأثرت بتلك الجائحة التي غزت العالم.

لا تتصور عزيز القارئ أنني سأتحدث عن كورونا وعن علاجها وأين وصلت الأرقام فيما يخص المصابين والمتعافين حول العالم فهو ليس من اختصاصي. إلا أنني سأتحدث هنا عن التعليم عن بعد الذي تسببت فيه تلك الجائحة، مدى الخط الزمني للتعليم عن بعد الذي وصل إليه، وما هي آخر التطورات بحكم تجربتي كمعلم لغة إنجليزية تابع للمؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني تحديدا في الكلية التقنية بالرياض.

في البداية ولا يخالفني الرأي أي معلم مهما كان موقعه وتخصصه، أن الموضوع كان فيه بعض الصعوبات، خصوصا أن الأمر حصل فجأة ودون مقدمات، ليتاح للمعلم أن يستعد للتعليم عن بعد. قد يسأل أحدنا ماذا تعني بأن يستعد؟

لأقول الاستعداد من خلال دورات تقدم للمعلم في التعامل مع التعليم عن بعد، خصوصا أن هذا الشيء يعتبر تخصصا، وهو تخصص تقنية التعليم، تخصص يدرس في الجامعات الآن، يستفاد منه في التعليم الإلكتروني. بينما بقية المعلمين أغلبهم لا خبرة لديهم ولا تجربة سابقة ولا حتى أقل معلومة عن تقنية التعليم، وكيفية تطبيقها في مثل ما هو عليه الوضع الآن.

ولكن ولله الحمد بعد مضي ما يقارب أكثر من فصلين دراسيين على تطبيق التعليم عن بعد، أنا على يقين تام أن تلك الصعوبات التي كانت تواجه المعلم في البداية قد زالت، بل وصل الحال بالبعض إلى ابتكارات قد تسهم في تطوير التعليم عن بعد وترتقي به.

أنا كأستاذ في الكلية التقنية بالرياض استفدت كثيرا من التجربة، ولا يخالجني شك في أن غيري من المعلمين استفادوا ولا ريب، والموضوع لا يزال قيد التطوير، فكل فصل دراسي يمضي منذ البدء بتطبيق التعليم عن بعد، تبرز أفكار جديدة أحب أن أبادلها مع زملائي للاستفادة. أتمنى في باقي الأيام أن يكون الموضوع أكثر تطويرا لنا كمعلمين، في التعامل مع التقنية الحديثة بالمجال التعليمي، وقبله زوال تلك الجائحة عن بلدنا المملكة العربية السعودية وعن العالم أجمع بإذن الله.