تحتفي الكويت اليوم بالذكرى الـ 60 لاستقلالها، والذكرى الثلاثين على التحرير. وتشارك السعودية الكويت حكومة وشعبا احتفالاتها التي تأتي في ظل وحدة الصف الخليجي، وتصالح الأشقاء بعد القمة الخليجية في العلا، وسط تفاعل رسمي وشعبي في المملكة، يؤكد عمق العلاقة الأخوية بين القيادتين، ويعكس الروابط الاجتماعية المتأصلة بين الشعبين الشقيقين.

مراحل تنموية

منذ إعلان الكويت الاستقلال مرت بمراحل تطور وتنمية سعت من خلالها إلى تحقيق أعلى المراكز بين صفوف الدول المتقدمة، وتولى الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح مقاليد الحكم في 30 سبتمبر 2020 بعد وفاة الشيخ صباح الأحمد. وقاد الشيخ نواف الأحمد، وولي عهده الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح الكويت منذ توليهما مقاليد الحكم إلى آفاق جديدة تعزز من جهود الشيخ الراحل صباح الأحمد، حيث حققت جهودهما خلال مدة قصيرة تقدما ونموا ونجاحا في مختلف المجالات تلبي تطلعات وطموحات الشعب الكويتي، وتحقيق العدالة والمساواة بما يضمن الارتقاء بالأمة الكويتية لمنافسة مصاف الدول المتقدمة.

العلاقات بين الرياض والكويت

يسير الشيخ نواف الأحمد على خُطا سلفه الشيخ صباح الأحمد من خلال حرصه على وحدة الصف الخليجي، ويشارك قيادة المملكة رؤيتها في تحقيق مزيد من التضامن والاستقرار بين شعوب الخليج والمنطقة ككل. ويؤكد الشيخ نواف الأحمد وولي عهده أن الوشائج الأخوية والعلاقات الكويتية السعودية ضاربة بجذورها في أعماق التاريخ من خلال علاقتهما العميقة والأخوية مع خادم الحرمين الشريفين وولي عهده.

ويسعى البلدان إلى مزيد من توطيد العلاقات في الجوانب السياسية والعسكرية واللوجستية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية.

واكتسبت العلاقات بين البلدين الشقيقين التي تعود إلى 130 عاما بدأت عام 1891 المزيد من القوة نظير العلاقات المتينة التي جمعت الإمام عبد الرحمن الفيصل بأخيه الشيخ مبارك صباح الصباح الملقب بمبارك الكبير، وعزز تلك العلاقة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود مؤسس المملكة العربية السعودية قبيل استعادة الرياض في عام 1902، لتستمر تلك العلاقة بعد ذلك مع ملوك المملكة حتى عهد خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز. ومرت العلاقات السعودية الكويتية بمراحل ومنعطفات أكدت رسوخها وأهميتها منذ أن زارها الملك المؤسس خلال الأعوام: 1910، و1915، و1936، ووقع عددا من الاتفاقيات مع حكومة الكويت في الثاني من شهر ديسمبر 1922، وهي اتفاقية العقير لتحديد الحدود بين المملكة والكويت، وإقامة منطقة محايدة بين البلدين، وذلك بدعم من الملك عبدالعزيز آل سعود، والشيخ أحمد الجابر الصباح.

كما تم في 20 أبريل 1942 التوقيع على اتفاقية تهدف لتنظيم العلاقات السياسية والاقتصادية والأمنية بين البلدين، شملت جوانب الصداقة وحسن الجوار، والتجارة، إضافة إلى ما يختص بالجانب الأمني واللوجستي.

مواقف مشرفة

وقفت الرياض والكويت سدا منيعا أمام كل من يحاول المساس بسيادة أراضيهما أو مصالح شعبيهما، ومن ذلك مواقف المملكة المشرفة مع دولة الكويت عام 1990 أثناء الاحتلال العراقي، حينما قاد الملك فهد بن عبدالعزيز إلى جانب شقيقيه الشيخ جابر الأحمد والشيخ سعد العبدالله جهودا دبلوماسية أدت إلى كسب التأييد الدولي لتحرير الكويت، التي جاءت انطلاقا من الأخوَّة التاريخية للعائلتين الكريمتين والشعبين الشقيقين، مما يجسد معنى المصير المشترك بين الأشقاء، حيث دائما ما تكون المملكة والكويت إلى جانب بعضهما في مختلف الأحداث.

كما تعد ذكرى التحرير غالية على السعوديين مثلما هي غالية على أشقائهم الكويتيين، لذلك يشارك السعوديون أشقاءهم الكويتيين الاحتفاء بها كما شاركوهم أحزانهم أثناء العدوان على الكويت.

مجلس التنسيق السعودي الكويتي

وثّق الملك سلمان بن عبدالعزيز روح التعاون بشكل أكبر مع الأشقاء في دولة الكويت، حينما وافق مجلس الوزراء في ذي القعدة عام 1439هـ على محضر إنشاء مجلس التنسيق السعودي الكويتي، ثم جرى التوقيع على المحضر بعد 24 ساعة من الموافقة عليه في اجتماع جرى في دولة الكويت بين وزير الخارجية آنذاك عادل الجبير، ونائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد الصباح، بغية دعم العمل الثنائي المكثف بين البلدين، وتعزيز العمل الجماعي المشترك.

وكان خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز قد زار دولة الكويت - بعد توليه مقاليد الحكم في البلاد - في شهر ديسمبر 2016، واستُقبل في الكويت استقبالا كبيرا على المستوى الحكومي والشعبي، في حين سبق له زيارة الكويت عندما كان أميرا للرياض، وكذلك عندما كان وليًا للعهد حيث ترأس وفد المملكة في اجتماع القمة العربية التي عُقدت في الكويت عام 2014.

واستقبل كذلك الشيخ صباح الأحمد عدة مرات خلال زياراته للمملكة، ومنها في يونيو 2017، حيث استقبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود أخاه سمو أمير دولة الكويت في قصر السلام بجدة، كما زار أمير دولة الكويت المملكة في أكتوبر 2017، واستقبله الملك ومرافقوه في الرياض بحفاوة غامرة، وعقد الجانبان اجتماعًا استعرضا خلاله العلاقات الأخوية الوثيقة، ومجمل الأحداث في المنطقة.

وجدد ولي العهد الأمير محمد بن سلمان هذه العلاقات بزيارته الميمونة إلى دولة الكويت في شهر محرم من عام 1440هـ، حيث استقبله الشيخ صباح الأحمد. وهي الزيارة الثانية له بعد زيارة مايو 2015 عندما كان وليا لولي العهد، والتقى حينها بأمير دولة الكويت، وبحثا العلاقات الثنائية الوثيقة بين البلدين، ومستجدات الأوضاع في المنطقة، وجهود البلدين المبذولة تجاهها.

ورسخت العلاقة الأخوية التي تجمع الأمير محمد بن سلمان والشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح ولي العهد بدولة الكويت العلاقات التي تربط البلدين والشعبين الشقيقين، وأسهمت في حل القضايا ذات الاهتمام المشترك في المنطقة.

مجالات التعاون بين البلدين

- 1401هـ: الاتفاقية الاقتصادية الخليجية الموحدة

- 1404هـ: إنشاء مؤسسة الخليج للاستثمار

- 29 ربيع الآخر 1441هـ: بدء استئناف عمليات الإنتاج في عمليات الخفجي المشتركة

- 9.028 مليارات ريال حجم التجارة بين البلدين بمتوسطة سنوي 3.7 %

- 7.1 مليارات ريال إجمالي الصادرات السعودية للكويت بنهاية 2019

- 1.9 مليار ريال الواردات بنهاية 2019