هنا أنا لا أتحدث عن الحياة الآخرة بل أتحدث عن حياة أخرى افتراضية في دنيانا، تعرف بأنها عالم افتراضي ثلاثي الأبعاد على شبكة الإنترنت يمكن المستخدمين من الاتصال عن بعد ضمن بيئة افتراضية، تمكن مستخدميها من التفاعل وتبادل الخبرات في بيئة على الحاسوب من خلال برمجيات محاكاة السلوك البشري، أو رسوم تصويرية تسمى الشخصية التجسيدية، وقد أنشأت بيئة الحياة الثانية بواسطة معمل ليندن «Liden Lab» عام 2003.

ومجالات استخدام بيئة الحياة الثانية عديدة، فهي تستخدم في التجارة حيث تسعى الشركات إلى تسويق منتجاتها، فشركة «Dell» المنتجة لأجهزة الكمبيوتر لها جزيرة افتراضية، ويمكن البيع والشراء من مصنع الشركة الافتراضي.

كذلك في مجال الترفيه بتقديم وسائل للتسلية بما في ذلك الرياضة والمسرح والألعاب.

وفي مجال الاقتصاد يمكن شراء وبيع الأراضي وتأجيرها والأمتعة الافتراضية والخدمات، بتنافسية وبطرق العرض والطلب بعملة بيئة الحياة الثانية «ليندن دولار».

من أهم مجالاتها أيضا - بالنسبة لدي كمهتم بالشأن التعليمي - التعليم فالجامعات والهيئات التعليمية والمعاهد تستفيد من بيئة الحياة الثانية كقناة تعليمية، فهي أقل كلفة من النظام التقليدي وتخدم مجالات واسعة وتخصصات عديدة. هناك جامعات عريقة لها تجارب تعليمية مميزة مع بيئة الحياة الثانية كجامعة هارفرد وستانفورد من بريطانيا ومعهد ماساتشوستس من الولايات المتحدة الأمريكية وغيرها، ومن بيئات الحياة الثانية التعليمية ما يسمى بـ«نهر المعرفة» والذي يقدم لزواره العديد من المقالات والأبحاث.

كما توفر بيئات الحياة الثانية التعليمية فرصة التعاون بين المتعلمين وتبادل الخبرات والتواصل بشكل أفضل ومستمر، والمتعلم في هذه الجامعات والبيئات التعليمية بالحياة الثانية يدرس بمقر افتراضي، ويستمع للمحاضرات ويتفاعل مع العروض التعليمية، ويستطيع الاستفادة من بعض الخدمات المقدمة كالمكتبات الافتراضية والمعارض والمتاحف والمؤتمرات والرحلات الميدانية.

كذلك تقديم فرص للتدريب الافتراضي في المجال الطبي والمختبرات العلمية.

فكم نحن بحاجة إلى بيئة حياة ثانية تعليمية متكاملة، خاصة مع جائحة «كوفيد-19» التي اجتاحت العالم بأسره من العام الماضي حتى وقتنا الحاضر ولا نعلم متى تنتهي، وتلبي حاجات المتعلمين واهتماماتهم بما فيها التدريب والأنشطة اللاصفية.