قبل 7 أيام وجدت تطبيق (صحتي) التابع لوزارة الصحة يضع إعلانا بالتسجيل لأخذ لقاح كورونا، وفتح مراكز في جميع مناطق المملكة لتقديم اللقاح، المهم أنني سجلت وبعد 5 أيام فقط وصلتني رسالة مفادها ترشيحي لحجز موعد لأخذ اللقاح، وبعد أن تتبعت الخطوات لحجز الموعد، تبين لي أنه ليس بعد «كم شهر» بل غدا ظهرا، رغم أن غدا هذا يوافق يوم جمعة، أي أن مراكز تقديم اللقاحات تعمل طوال أيام الأسبوع، من شروق الشمس حتى قرب منتصف الليل. ولأنني حينها كنت في نجران، فقد ظهرت لي ثلاثة مراكز، منها صحية تابعة لوزارة الصحة ومنها مركز مؤتمرات استأجرته وزارة الصحة وحولته بالكامل لمركز لقاحات، وهذا دليل الإمكانات الحقيقية.

وبما أنني أريد أن «أقفط كم ملاحظة» على الشؤون الصحية هناك وأبين لهم أنني «كاشف كل شيء»، فقد ذهبت لـ(مركز صحي رجلا) «الصغير وعلى قد الحال» وقلمي الناقد جاهز في محبرته، فما إن وصلت للمركز حتى وجدت طابورا طويلا وقلت «هذي أول الملاحظات» ولكن خلال 6 دقائق أنهيت إجراءاتي وهنا «تنرفزت» لأنني لم أجد ملاحظة، وبعد النظر بعين المحايد وليس المتصيد، وجدت أنه قد بني مخيم مكيف خاص للاستقبال، ويعمل به عدد مهول من الموظفين أشبه بخلية نحل، وخلال 15 دقيقة من وصولي للمركز كنت بغرفة التطعيم، ووجدت الممرضة (نوير)، التي أبلغتني أنها قد حقنتني بالفعل وأنا ما زلت أنتظر لأنني لم أشعر بشيء (نظرا لكمية التدريب والخبرة الكافية التي مرت بها ليتم ترشيحها لمثل هذه المهمة، التي تتطلب حقن مريض كل 5 دقائق وأقل لعدة ساعات متواصلة).

وبعدها وفي منطقة الملاحظة وبوجود الأطباء كان هناك (باركود) يوصلنا لصفحة على الإنترنت أنشئت من قبل وزارة الصحة يوجد بها إجابات على أسئلتنا المحتملة، وكتابة الملاحظات على مراكز اللقاح وغيرها، وكأنني قد وصلت إلى بنك «يطمع» بما في جيبي وليس خدمة مجانية تقدم لي العافية في لقاح مجاني وفر لي بأقصى سرعة ممكنة وأعلى درجات الأمان والموثوقية في سلامته الدوائية وطريقة حفظه وتخزينه، وبعد دقائق من خروجي من المركز تفاجأت بشهادة تطعيم إلكترونية تصلني عبر التطبيق لنوع اللقاح وغيره.

هذا في نجران، وكان أحد أقربائي في (مركز صحي البوادي بجدة) يأخذ لقاحا، والآخر بالدمام، كانت صورنا متشابهة، حتى أن نوعية الموكيت والفرش لمخيم الاستقبال كانت واحدة في نجران والدمام وجدة، وجميعنا تمت خدمتنا بالآلية الاحترافية نفسها، حجز ومن ثم توثيق التطعيم عن طريق تطبيق موحد لم يتأثر بهذا العدد المهول من الطلبات، ويخدمنا بشكل فوري، حتى أنه وبعد نقل ما رأيته في مركز اللقاحات «تحمس» بعض أصدقائي وحجزوا لأخذ اللقاح، ووجدوا مواعيد بعد أقل من ساعة من دخولهم للتطبيق، وهذا يعني أن مراكز اللقاحات جاهزة لاستقبال عدد مهول في الوقت نفسه، وللأسف لم يجد الإعلامي الفذ والصحفي «الفزلكي» من الملاحظات ما يسجلها وينتقد بها وزارة الصحة سوى أنها أوصلتنا إلى أول خطوة في عودتنا لحياتنا الطبيعية بتسخير الغالي والنفيس لنا، امتثالا لتوجيهات وتمكين من قيادة حكيمة، وسيأتي يوم وأقول بإذن الله إنه وفي قديم الزمان وأيام كورونا، ولأنني في المملكة العربية السعودية، خلال 5 أيام سجلت (وأخذت لقاح كورونا).