في 25 فبراير أعلن الرئيس الصيني شي جين بينج في اجتماع الاحتفال بالإنجازات في القضاء على الفقر الذي عقد في بكين بموجب المعايير الحالية، انتشال 98.99 مليونا من فقراء الريف في الصين من براثن الفقر، إضافة إلى إزالة صفة الفقر من 832 مقاطعة فقيرة و128000 قرية فقيرة. لقد أكملت الصين المهمة الشاقة المتمثلة في القضاء على الفقر المدقع.

القضاء على الفقر بجميع أشكاله هو أول هدف من سبعة عشر هدفًا من أهداف خطة التنمية المستدامة لعام 2030 للأمم المتحدة.

حسب تقديرات البنك الدولي، خفضت الصين عدد السكان الذين يعانون من الفقر بأكثر من 850 مليون شخص منذ الإصلاح والانفتاح، وهي نسبة تساوي أكثر 70 % من الحد من الفقر العالمي. ففي الفترة ما بين عام 2012 إلى عام 2019، تم انتشال أكثر من 10 ملايين شخص في الصين بشكل مطرد من براثن الفقر سنويًا، وهو ما يعادل عدد السكان الذين انتشلوا من الفقر في بلد متوسط الحجم. إن انتصار الصين على الفقر المدقع الذي ابتليت به الأمة الصينية لآلاف السنين قد بث الثقة في قضية الحد من الفقر في جميع أنحاء العالم.

التخفيف من حدة الفقر ليس شعارًا، لكن الناس في المناطق المنكوبة بالفقر حققوا تغيرات جذرية في حياتهم بعد كفاح مستمر. الصين دولة كثيفة السكان وذات تضاريس غنية، ومعظم الفقراء مبعثرون في أماكن يصعب فيها الحصول على معلومات، كما يتأخر وصول التنمية الاقتصادية، والظروف الطبيعية سيئة، والجبال والأنهار المسدودة، وقدراتها التنموية الضعيفة.

التخفيف من حدة الفقر باختصار، هو تغير حال الناس إلى حال أفضل ومغاير تمامًا، فلن يحمل الفقير هم الملبس والمأكل، والخوف من المرض، وعدم القدرة على الذهاب إلى المدرسة، أو الحصول على الرعاية الطبية الأساسية والأمن التعليمي، أو الخوف من العيش في منازل متهدمة، وشرب المياه غير الصالحة للشرب، حيث سيتحول الأمر من العجز وصعوبة الخروج إلى حركة مرور سلسلة وسهلة. ومن أجل كسب هذه المعركة، استثمرت الحكومة الصينية الكثير، حتى أن بعض الناس ضحوا من أجل بلوغ هذه الغاية.

للقضاء على الفقر المدقع، يجب علينا أيضا التغلب على «قانون» تقليص الآثار الهامشية للحد من الفقر. تظهر التجارب الدولية أنه عندما يمثل عدد الفقراء حوالي %3 من إجمالي السكان، فغالبًا ما يكون من الصعب تقليص أعداد الفقراء في البلاد. عندما اقتربت الصين من هذه النقطة الحرجة في عام 2017، قامت الحكومة الصينية بتعديل إستراتيجيتها في الوقت المناسب، وركزت على التخفيف من حدة الفقر في المناطق شديدة الفقر، وحافظت على سرعة وتيرة الحد من الفقر. وفي الفترة ما بين عام 2018 إلى عام 2020، واصل عدد السكان الفقراء في الصين في الانخفاض بمقدار 13.86 مليونا و 11.09 مليونا و 5.51 ملايين على التوالي.

وفي عام 2020 على نحو خاص، بسبب جائحة COVID-19، أصدر البنك الدولي تقريرًا يفيد باحتمالية إضافة أكثر من 100 مليون شخص إلى قائمة السكان الذين يعيشون تحت الفقر المدقع على مستوى العالم. ولكن رغم هذه الظروف القاسية، تغلبت الصين على مختلف الصعوبات، وقضت على الفقر، وحققت هدف الحد من الفقر في «خطة التنمية المستدامة لعام 2030» للأمم المتحدة قبل 10 سنوات من الموعد المحدد.

انتصرت الصين على الفقر بكل عزم

صعوبة التحليل النهائي هي من مشاكل التنمية، وقد أكد الرئيس شي جين بينغ: «التنمية وحدها هي التي تضمن الحقوق الأساسية للشعوب. التنمية فقط هي التي يمكن أن ترضي حماس الناس إلى حياة أفضل». بغض النظر عن البلد الذي يعيشون فيه والنظام الاجتماعي الذي ينتمون إليه، فإن الناس يتطلعون دائمًا إلى حياة أفضل. الناس لديهم نفس المخاوف حول ما إذا كان يمكن للبلد الذي يعيشون فيه أن يوفر لهم الشعور بالرفاهية والسعادة والأمن.

ولهذا السبب، التزمت الصين دائمًا خلال كفاحها طويل الأمد ضد الفقر بالفلسفة الحاكمة المتمثلة في «الشعب هو الأسمى، والتنمية أولاً»، وتلتزم بفلسفة التنمية التي تركز على الإنسان، وتحترم الحقوق والمصالح الأساسية لمعظم الناس كنقطة بداية ومنطلق لكل عمل. وفي النهاية ربحت المعركة وتحقق الوعد.

من خلال التركيز على التنمية والتخلص من الفقر وتحقيق الثراء، حققت شينجيانغ أداءً رائعًا في هذه المعركة. في نوفمبر من العام الماضي، تم تطهير جميع المقاطعات الفقيرة في شينجيانج. حيث قامت الحكومة المحلية بتطوير صناعات لدفع العمالة، والتي لا تساهم بانتشال الناس من جميع المجموعات العرقية من الفقر وحسب، بل تضمن أيضًا تمكن الأفراد من العيش والعمل في سلام ورضا بعد التخلص من الفقر.

انتصار الصين في التخفيف من حدة الفقر يساهم في الجهود العالمية، قال الرئيس شي جين بينج: انتشلت الصين مئات الملايين من الناس من الفقر في مثل هذه الفترة القصيرة من الزمن، هذا الإنجاز يعود للصين والعالم أيضًا، وقد ساهم في بناء مصير مشترك للبشرية جمعاء.

وبسبب الوباء الجديد، بات مصير البشر في جميع أنحاء العالم مرتبطا على نحو غير مسبوق، كما برزت أهمية تبادل الخبرات والتعاون بين البلدان. وفي عملية التخفيف من حدة الفقر، لخصت الصين مجموعة من النظريات والتجارب الفعالة، وشكلت «الصين والحد من الفقر». وستعمل الصين بنشاط كعادتها دائمًا في مجال التعاون الدولي، والوفاء بمسؤولياتها الدولية للحد من الفقر، وتقديم المساعدة للبلدان النامية في حدود قدراتها، وتبادل الخبرات مع البلدان الأخرى، وتعزيز التنمية المستمرة للحد من الفقر في العالم، في مواجهة التحدي المشترك المتمثل في الحد من الفقر.

يمثل القضاء على الفقر المدقع أهمية بعيدة المدى، تظهر عندما تنفذ الصين «الخطة الخمسية الرابعة عشرة» والأهداف طويلة المدى لعام 2035 وتشرع في رحلة جديدة. فهذه ليست النهاية، لكنها نقطة البداية لحياة جديدة وصراع جديد. ستواصل الصين التمسك بمفهوم التنمية المتمحور حول الإنسان، وخلق حياة أفضل للشعب، وتحقيق الرخاء المشترك التنمية المشتركة مع جميع دول العالم.