تذكرت مقالا لي قبل عقدين من الزمن عندما أدهشني أخ وجار كويتي معاق بمقال عن الكويت الشقيقة، كان مدافعا فيه عن بلده ضد الأطماع العراقية والفارسية على مر تاريخ الكويت الحديث.

الحقيقة اندهاشي هو بقوة وهمة هذا الرجل، فحتى وهو مقعد يقسم بأشد العبارات بأن يدافع عن وطنه بما يستطيع، وألا تمنعه الإعاقة عن الدفاع عن الوطن، وأقل واجب يستطيع القيام به هو عبر سلاحه المتواضع «القــلم».

أعاد لي ذكرياتي أيام حرب الخليج، التي لم يمض وقت طويل على برودة لهيبها وانكفاء دخانها، فرددت عليه وقتها عبر مقال، يختتم بالقسم منكم ومنا والأصابع على الزناد، بعد أن أشدت بدور الفهد - رحمه الله - وشعبه عندما قالوا «نحن لها»، فرحب الشعب بالشعب، وخاض ملكنا المعركة عندما فرضت عليه، مستعينا بالله ثم بشعبه الذي جند المال والولد، وتذكرت دور القلم عبر سطور «نعم نحن الحجاز ونحن نجد»، فكان علاجا ناجعا لمن لم ينضج عقله، ولم أغفل دور الكاتب المقعد، حيث تأكدت أن الإعاقة تصيب العقول وليس الأبدان.

اليوم وأنا أرى أصحاب العقول المعاقة إرهابيي اليمن يعودون لاستهداف وطني عبر قطيع، كان زيديا بالأمس، واليوم يغلف عقله المعاق بعمامة الأثنى عشرية، وغدا الله أعلم أي دين يسلك؟!.

أمسكت قلمي مدافعا عبر «الوطن» عن أرض الوطن، لأقول لأصحاب الأهواء: والله لو خاض بنا محمد البحر لخضناه معه، ما تخلف منا رجل واحد، كما فعل آباؤنا من قبل، فلكل داء دواء، ولا يغرنكم الشيطان وأعوانه، فمنذ عرفناه وهو يصيح ويهدد بأنه سيزيح إسرائيل إلى البحر، ولم يطلق رصاصة واحدة، إنما عبر تلغيم عقل القطيع، وقطع وجه الرضيع تحت طقوس التطبير.. وعاش سلمان ومحمد.