الوطن عنوان فخر واعتزاز للمواطن ولمن أرسوا دعائمه وشيدوا أركانه على المحبة والتلاحم والنماء.

ولا يُقدر بأي ثمن يذكر وجود الوطن واستمرار عطائه وأمنه واستقراره. وطننا الغالي السعودية حب مزروع في قلوبنا وفطرة ألفناها من صغرنا، ولا يدرك عمق حب الوطن في القلوب، إلا من أجبرته ظروفه على مغادرة أرضه ولو لفترة وجيزة.

فوطني مصدر لحرية الإسلام العادلة ومنبع للرزق والعيش الكريم، وهو مكان للعبادة والطاعة والاستقرار، ووطني جامع للأحبة والأقارب والجيران، وهو درع منيع لساكنيه من مواطنين ومقيمين.

وطننا الغالي تصان به الأنفس من الذل، وتحفظ به الكرامة من الغدر، وهو بفضل الله حرز لأهالينا وعوائلنا وأبنائنا. والوطن ثروة مادية لا مثيل لها، وذلك بما وهبه الله من الخيرات والأرزاق، وثروة معنوية نادرة، لوجود الأمن الفريد وطهارة المكان المميز، ولوجود المقدسات العظيمة، وخلوه من التعصبات والأحزاب والمذاهب المتناقضة. الوطن يزخر بالمخلصين قولا وعملا، ويفخر بدولة كريمة واعية ومدركة لخططها، تسعى إلى الإصلاح والتطوير.

ويتميز هذا الوطن بأفضل شعوب الأرض وأصدقها وأشجعها على الإطلاق، وأكثرها ألفة ومحبة ووئاما. كما يتميز السعودي بأنه يألف ويؤلف، وهذا تماشيا وإدراكا لما أشاد به ديننا الحنيف من صفات المؤمنين الفاضلة، حيث إنه يعيش ويعايش الآخرين بكل حب ووداد. ما يحق لنا أن نفخر به، عن هذا الوطن الكريم، هو إجماع المواطنين على محبة الأسرة الحاكمة، واعترافهم بفضلها وحبهم لهذه الدولة الكريمة والتضحية من أجلها ومن أجل الوطن الحبيب. وكما تعارفت عليه الأمم والشعوب، أنه لا يفرط في الأوطان وأمنها واستقرارها إلا كل خائن ومنافق ومرتد، حيث يستحق على خيانته الإعدام في كل الشرائع والقوانين، لأن خيانة الوطن جريمة شنعاء، فهي تؤدي إلى خسارة فادحة وفوضى عارمة، وتؤدي إلى الهلاك واستباحة الدماء وانتهاك الأعراض. وما من بلد استبيحت حرماته وخربته أيادي الأعداء إلا عن طريق الخونة والمرجفين في تلك البلدان، فمنهم من أعمته الأموال للقيام بالخيانة، ومنهم من تسلطت عليه أفكار الجهل وحب الغدر، حتى أوردوا بلدانهم الهلاك.

ونحن ولله الحمد، حكاما ومواطنين، أثبتنا للقاصي والداني تفانينا لتطوير بلدنا، وحرصنا على حمايته وحماية مقدساته ومقدراته من الأعداء والمتربصين. وفي الوقت نفسه، أدركنا ما آلت إليه أحوال البلدان التي دخلتها الحروب والخيانات، نسأل الله أن يحمي بلادنا وبلاد المسلمين.

جدير بنا أن نُذّكر أنفسنا وشعوبنا الإسلامية والعربية بضرورة نشر المحبة والسلام فيما بينهم، والالتفاف حول قياداتهم، وإدراك ما يخطط له الأعداء من تفريق الوحدة وتفكيك اللحمة والكيان. يجب عدم الانصياع للشعارات الكاذبة والدعوات المضللة الخبيثة، وأن يدرك كل فرد دوره الفعال للمشاركة في التنمية والتطوير، وتعزيز الوحدة بين الشعوب وقياداتها، والتحالفات بين الدول ذات المصير الواحد، وعلينا إدراك أن الاتحاد قوة لن تهزمها قوى الأرض ولا جيوش الأعداء.

نسأل الله أن يحفظ هذا البلد الآمن وجميع بلاد المسلمين من كل شر، وأن يحفظ لنا قادتنا وحكامنا ووطننا الغالي.