كثيرا ما نسمع أن الاحتراف الخارجي للاعبين هو السبيل الوحيد لتطوير الكره السعودية، لأن الاحتكاك مع أهل النظام والانضباط والفكر المتطور سيجعلنا نأخذ كأس العالم حتى لو في 2050، كما يطمح لذلك اليابانيون ويرسمون له.

ولو سلمنا بأن الاحتراف هو الحل الأمثل، فلماذا لا نبحر في بحر الخيالات والتأملات والعالم الافتراضي، ونغمض أعيننا ونحلم بأننا سنطبق ذلك على موظفينا، ونجعلهم يحترفون في دول تعشق النظام مثل اليابان، ويكون الاحتراف في السنوات الأولى للموظف كي يتعلم النظام وكيف يحترم عمله ونظامه.

ابتعاث الموظف لتعلم الفكر الجديد والأسلوب الحديث من أجل خدمة المستفيدين، وللمحافظة على أوقات الدوام، بما يعود عليه بالنفع، سيكون اللبنة الأولى لأساس قوي وسميك مستقبلا، لأن سيكون الموظف فعالا، لا مجرد إنسان يوقع للحضور، وينتظر وقت الانصراف بفارغ الصبر، ويحلم بنهاية الشهر، ليتمتع براتبه.

قد يحتج البعض بأن مديره وضع لمجرد الأمر والنهي دون أن تكون له كفاءة تجعله أهلا لذلك المنصب، وهذا الأمر قد يكون واقعا، ولكن عليك أن تعمل بما كلفت به، وبعد ذلك تفكر في الأمور الأخرى. نعم نحن بحاجة لأن نعرف كيف يؤدي الموظف عمله ببراعة. والسؤال يتكرر: هل نحن بحاجة لاحتراف موظفينا في الخارج لكي يتحسن مستواهم أم أن هناك سبلا أخرى، منها تطبيق مبدأ «الثواب المفقود والعقاب الموءود»، أو أن يخضع الموظف لفترة احتراف داخلية في إحدى الشركات المشهورة بالانضباط؟.

أعتقد أن لائحة الموارد البشرية تحتاج لمزيد من التأمل والدراسة، وإعادة الصياغة لكي تراعي كل الجوانب الإيجابية لدى الموظفين، وتطبيق ما يجب مثل مبدأ «التحفيز»، الغائب الأكبر، لأن من يعمل لا يختلف كثيرا عمن يهمل في أدائه.

إذا لم تكن لدينا لوائح تبين ما للموظف وما عليه، وماذا سيحدث لو أحسن، وماذا سيحدث لو أهمل ما أوكل إليه، فلن نتقدم ونماثل العالم الذي يتطور.

ربما نحن بحاجة لاحتراف المدير والموظف، وحتى السائق والفراش، لأنه في حالة انعدام التوازن الداخلي فسنفكر مليا: هل الاحتراف هو الحل؟ أم لدينا ما يجعل النظام يجري في الموظف مجرى الدم، فالمستقبل يرسم بيد أبنائه.