نشرت عدد من صحفنا قبل أيام خبرا أو عملا جبارا، قامت به وزارة الشئون الإسلامية والدعوة والإرشاد، تمثل بتنفيذ وحدة التطوع التابعة لفرع وزارة الشؤون الإسلامية، بمنطقة المدينة المنورة، مبادرة إشراك المتطوعين في تنظيم المصلين وقت صلاة الجمعة بمسجد قباء. وتهدف المبادرة الخيرية التي شارك فيها أكثر من خمسة وعشرين متطوعا ومتطوعة، إلى التوعية بأهمية الالتزام بالإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية، للحد من انتشار فيروس كورونا، وذلك من خلال تنظيم دخول المصلين وقياس درجة الحرارة، والتأكيد على ارتداء الكمامة والتباعد الجسدي بين الصفوف والالتزام بإحضار السجادة الخاصة بكل مصلٍ.

نعم هذا فعلا هو عمل جبار، من المؤكد أنه كان سببا أو مسببا لعدم انتشار عدوى هذا الوباء بين المصلين، وبما أن المملكة تحتضن نحو 34,813,871 نسمة، ويبلغ عدد الذكور فيهم 20,131,308 وفقا لتعداد السعودية السكاني لسنة 2020، وحينما ننظر إلى هذا العدد الضخم يلجون المساجد خمس مرات يوميا، لأداء الصلوات الخمس، وهم ملتزمون بتطبيق الاحترازات، ليس وفقا لما تطلبه وزارة الصحة فقط، وإنما بالتأكيد على ضرورة الالتزام بها، من قبل وزارة الشئون الإسلامية، التي كانت قد ألزمت مرتادي المساجد ومسئوليها بالالتزام بها، و حددت 11 بندا أو ملاحظة تعني المساجد والمصلين بضرورة الالتزام بها، مؤكدة أن الإخلال بعدد منها يوجب قفل المساجد أياما أو أسابيع، حرصا على صحة المصلين، الذين تمتد منهم الى أسرهم وهم في بيوتهم، حتى تعدت المساجد التي أقفلت أكثر من مائة مسجد.

من هنا نقول بأن وزارة الشئون الإسلامية، وعلى رأسها الدكتور عبد اللطيف بن عبد العزيز آل الشيخ وفقه الله، هي أكبر شريك لوزارة الصحة في الحرص على صحة مواطني هذا الوطن ومقيميه، بل إنها مع وزارة الصحة تشكلان جناحي طير يحملان بينهما إنسان هذا الوطن، علما بأن ما تتخذه وزارة الشئون الإسلامية في مساجدنا، لا يقتصر على بلادنا بل أخذ به أو بالكثير منه معظم دول العالم عربية وإسلامية، وحتى الجاليات الإسلامية في دول العالم.

ومن حرص الوزارة على الالتزام بالاحترازات جعلت كل إنسان وكأنه يحمل الفيروس، مما جعل الأب يخاف من ابنه ويخاف عليه والعكس كذلك، وبهذا وبمشيئة الله ستكون العاقبة حسنة جدا. أوصي أو أدعو الوزارة إلى محاولة تكرار ما تم بمسجد قباء، ليكون في كل الجوامع أيام الجمع، لأهميته وعظيم نتائجه وخاصة قياس الحرارة عند الأبواب للداخلين إليها.

وأخيرا أسدي جزيل الشكر والتقدير لإخوتي وأخواتي، الذين بادروا وقاموا بهذا العمل الجليل، فلهم من الله عظيم الأجر والتوفيق بيد الله.