في مداخلة على قناة العربية تحدث الرئيس التنفيذي لهيئة الأدب والنشر والترجمة الدكتور محمد حسن علوان عن حدث جديد تدشنه الهيئة ويعرف بالشريك الأدبي، وهو عبارة عن عقد شراكات أدبية مع المقاهي التي تشارك في ترويج الأعمال الأدبية بشكل مبتكر وأقرب لمتناول المجتمع، وتهدف لرفع الوعي الثقافي ليحصل أفضل شريك أدبي في العام على جائزة بقيمة 100 ألف ريال. ويستهدف برنامج الشريك الأدبي جمهور المقاهي من خلال عمل فعاليات أدبية وثقافية تثري زيارتهم وتجعل منها تجربة ثقافية مختلفة عن المعتاد، وتمكن الجمهور من التفاعل مع القطاع الثقافي.

هو مشروع يهدف إلى عدة نقاط منها: (جعل الثقافة أسلوب حياة، تعزيز قيمة الأدب في حياة الفرد، دعم انتشار الكتاب السعودي محليًا وعالميًا، تعزيز دور الشريك الأدبي في القطاع الثقافي، إلهام الأفراد للإنتاج الأدبي والثقافي.... إلخ).

تقدم الهيئة الدعم اللوجستي بعدة نقاط منها: (تنسيق التواصل مع الكتّاب، استخراج تأشيرات السفر (فيزا) للضيوف من خارج المملكة، استخراج التراخيص اللازمة، تقديم استشارات للمقاهي حول تصميم فعالية أدبية)، وكذلك الدعم التسويقي بالترويج للفعاليات الأدبية والثقافية التي يقيمها الشريك الأدبي عبر الحسابات الرسمية للهيئة عبر منصات التواصل.

وهذا أغلب ما كتب على موقع الهيئة على الإنترنت، ولكن في حقيقة الأمر أنه مشروع لطالما أنتظره الأغلبية من رواد المقاهي، فتجد لدينا عددًا قياسيًا عالميًا مقارنة بين عدد السكان والمقاهي، فكأننا نريد أن نحقق قاعدة (لكل عائلة مقهى) أسوة بقاعدة (لكل عائلة طبيب)، فكل يوم تقريبًا أمر بنفس الشارع، فإما أن أجد افتتاح مقهى جديد، أو مقهى قيد الإنشاء، أو على الأقل شخصا جالسا مع نفسه يفكر كيف ينشئ مقهى، ولكن هل تختلف عن بعضها، للأسف لا، إلا إن كان بفنون الديكور ونوعية الأغاني أحيانًا، وربما اختلاف نوع السماعات أحيانًا أخرى، أما عدا ذلك فللأسف كلها مسخ من الآخر.

والمشكلة أنه حينما يحضر أحد ليكتب رواية أو حتى مقالة أو أي نوع من الأدب، فعليه أن يحضر بـ «سدادات الأذاني» المستخدمة في المصانع والمطارات حتى يستطيع الإحساس بالهدوء، لأن الكل يتحدث بأعلى ما لديه، حتى الفنان الذي تم تشغيل أغنيته في السماعات ذات «الواطوط» العالية، وكأنه يقول في نفسه «شكلي أغني لنفسي» لأن «ماحد درى عنه» بعكس أحد المقاهي بشارع الأمير سلطان بن عبدالعزيز -رحمه الله- بالرياض، والذي استضاف عددا من مرتاديه وهم عادة من دول الشام، ونظم حفل مواويل شامية، فهذا الموّال اللبناني يرد عليه موّالا سوريًّا والآخر فلسطينيًّا وذاك أردنيًّا، بينما تم إحضار عازف عود ليعزف تلك المواويل بعد الانتهاء منها. أتذكر أن تلك الليلة بالنسبة لي في ذلك المقهى كانت لا تنسى، وكان من يريد أن يقرأ على انفراد أو يؤلف أو يجالس مثقفين أو..... أو...... حتى يكمل أعماله على جهازه المحمول فيمكنه ذلك، لأن الجو يخلو من الضوضاء المتداخله، فالأصوات متناغمة والأجواء تبعث على السعادة، فكيف سيكون حالنا إن أتيح للأدباء والمثقفين في كل مدينة ومحافظة بل وحتى قرية (الشريك الأدبي).