معظم مداخل الأندية الرياضية تجد مكتوبا عليها وبالخط الكبير «رياضي ثقافي اجتماعي». ثلاث كلمات تحمل معاني كبيرة، ولها رسالة شاملة من خلال تفعيل دور النادي الثقافي والاجتماعي، أما الدور الرياضي، فأخذ نصيب الأسد.

أتساءل هل الأندية الرياضية فعلت دورها من خلال تنظيمها الفعاليات والملتقيات الثقافية، وفعلت دورها في المسؤولية الاجتماعية، أم اختفي الدور الثقافي من الأندية اليوم تماما، وطغت الرياضة؟ بل إذا أحببنا أن نكون أكثر دقة، فقد أصبحت كرة القدم تحتل النشاط الرئيس.

إن الدور الثقافي مهم في الأندية، حيث يتردد عليها كثير من أبنائنا، ويقضون وقتا طويلا، وعلى عاتق الأندية أن تغذي عقولهم قبل أن تغذي عضلاتهم، فهل فعلا هناك فجوة بين الأندية الرياضية والثقافة.

رؤية وزارة الرياضة هي: «مجتمع ممارس للرياضة، ورياضة تنافسية متميزة»، النشاط الثقافي وخدمة المجتمع هدفان ساميان أتمنى أن تسعى إليهما الأندية وفي جميع درجاتها وفي مناطق المملكة كافة.

نحن بحاجة إلى مساهمة الأندية، إلى إنتاج شباب قادر صحيح الجسم، صحيح العقل، سوي السلوك. المهمة المنتظرة من الأندية الرياضية أن تعيد النظر فيما تقدمه للمجتمع من برامج ثقافية ومجتمعية إن وجدت في بعض الأندية والأخذ بها للأندية كافة.

إعلامنا مميز في طرحه،عليه تقع مسؤولية مناقشة دور الأندية ثقافيا ومجتمعيا، وإيصال رسالة النادي للمجتمع على الوجه الذي يعزز دور النادي. إن التعاون بين الأندية الرياضية والأندية الأدبية والأندية الثقافية في مجالات كثيرة، ومنها اللغة والتراث، والكتب، والنشر، والموسيقى، والعروض المرئية، والفنون الأدائية والشعر والفنون البصرية والمكتبات والمتاحف، سوف تبرز دور النادي الثقافي.

كذلك التعاون بين الأندية الرياضية والمركز السعودي للمسؤولية الاجتماعية سوف يساهم في إظهار دور الأندية. وهذا يتطلب تنظيم الفعاليات المختلفة التي يكون فيها التواصل وخدمة المجتمع سواء كانت رياضية أم فنية أم ثقافية أم توعوية تثقيفية، كجزء من أولوياتها واهتماماتها الموجهة لخدمة المجتمع.

مبالغ صفقات اللاعبين ورواتبهم مرتفعة لكنها ضمن المعقول إذا قورنت عالميا، وهل نحن بحاجة إلى أن نقارن عالميا في هذا المجال؟ سؤالي هل للاعبين دور مجتمعي؟ أتمنى أن يكون كذلك. اللاعب يقع ضمن منظومة ناديه في دوره بالمجتمع.

لعلي هنا أقترح على الأندية الرياضية بدرجاتها كافة وبحسب وضعها المادي، وفي مناطق المملكة كافة، أن تتبنى جائزة ثقافية باسم النادي (جائزة نادي*** الثقافية)، وإن شاء الله يتم ذلك بعد انتهاء جائحة كورونا، والتي أراها قريبة بجهود وزراه الصحة.

والأفكار والرؤى كثيرة في هذا المجال، وعندي قناعة أنه لن يتأخر أي ناد في تنفيذ هذا الاقتراح، متعاونا مع الأندية الأدبية وجمعية الثقافة والفنون المنتشرة في مدن مملكتنا الغالية كافة.

وفي الختام فكرة تقديم جائزة للفائز في مجال الثقافة، خلال المباريات وبين الشوطين حين عودة الجماهير إلى مدرجات الملاعب، سيكون لها مردود قوي، مردود يعزز دور النادي في مساهمته بنشر الثقافة. ومناقشة دور الأندية الرياضية إعلاميا وعلى القنوات الفضائية الرياضية كافة، كذلك وسائل التواصل الاجتماعي في مجال الثقافة والمجتمع، سوف تفتح المجال على أفق واسع في خدمة الإنسان السعودي.