بالرغم من الطبيعة القتالية لكرة القدم كلعبة تشهد كثيرًا من الاحتكاكات والمنافسات الثنائية الضارية بين اللاعبين في الميدان، إلا أن لاعبيها الذين يتنافسون في ميادينها بقوة، وربما يرفضون أن يبتسموا في وجوه بعضهم بعضا داخله، يعقدون خارجه صداقات متينة لا يعكرها تنافسهم أو تنافس فرقهم في الملاعب، وكثيرا ما شهدنا لاعبين ينتمون لفرق شديدة التنافس فيما بينها، يقضون أوقات فراغهم سوية، ويشغلون أيام راحاتهم بتبادل الزيارات والنكت والضحكات، في تأكيد على أن تنافسهم في الميدان ينتهي بمجرد الخروج منه.

صداقات اللاعبين

عرفت صداقات اللاعبين المنتمين لأندية متنافسة منذ زمن بعيد، بالرغم مما تشهده فرقهم وجماهيرها من تنافس واحتقان. وعلى مر الأجيال، عرفت كرة القدم السعودية نماذج مشرفة من اللاعبين الذين أثبتوا أن كرة القدم تجمع ولا تفرق، وأن الروح الرياضية حاضرة رغم التنافس المثير داخل الملعب، وأن كل تلك القوة والعنف تنتهي فور إعلان حكم اللقاء صافرة نهاية المباراة. وهناك تجارب عدة على مر تاريخ كرة القدم السعودية من صداقات كانت وما زالت قائمة حتى الآن، بعضها ما يزال عالقًا في أذهان الوسط الرياضي، ولعل أشهر تلك التجارب هي تلك العلاقة التي تربط كبيري الأساطير في الكرة السعودية، لاعبي الأخضر وقائديه للإنجازات، مهاجم النصر ماجد عبدالله ومدافع الهلال صالح النعيمة، وهي العلاقة التي صارت مثالا يحتذى به، فبالرغم من التنافس الذي يجمع النصر والهلال والجماهيرية التي يحظى بها الناديان، فإن النجمين كانا على علاقة قويةن ما تزال ممتدة إلى وقتنا الحالي.

روابط قوية

لم تتوقف علاقة نجوم قطبي العاصمة الكبيرين على العلاقة التي تربط السهم الملتهب (ماجد عبدالله) بالإمبراطور (صالح النعيمة)، فهناك علاقة قوية تربط نجوم الفريقين في الزمن الجميل، الهلالي يوسف الثنيان، والنصراويان محيسن الجمعان وفهد الهريفي، وكذلك علاقة الثنيان بالمدافع النصراوي حسن حمران رغم الصدامات القوية بين اللاعبين داخل المستطيل الأخضر في حينها.

علاقات محبة

امتدت صداقات لاعبي قطبي العاصمة إلى وقتنا الحالي، حيث ظهرت من الجيل الحالي أكثر من صداقة، أهمها علاقة النصر يحيى الشهري، والهلاليين سلمان الفرج وسالم الدوسري الذين ظهروا مع بعضهم البعض في أكثر من مناسبة، وأثبتت الأيام قوة العلاقة التي تربط أولئك النجوم.

شراسة المنافسة

على صعيد قطبي الديربي الآخر في جدة، هناك علاقات عدة تربط لاعبي الأهلي والاتحاد، فالراحل أمين دابو كان صديقًا للاعبي الاتحاد علي عشعوش وسعد بريك رغم ما كان يحدث بينهم داخل المستطيل الأخضر من مشاكسات، لا سيما أن دابو كان يمتاز بالمهارة والمكر والخداع، ونجمي الاتحاد يمتازان بالقوة والشراسة في الدفاع عن مرمى العميد. وكذلك كان هناك علاقة صداقة قوية تربط الثنائي الاتحادي أحمد جميل والأهلاوي خالد مسعد، بالرغم من التنافس الزمني بين فرقيهما. كما تميزت علاقة مدافع الاتحاد الأيمن عبدالله جابر مع لاعبي الجهة اليسرى في الأهلي محمد عبدالجواد، وخالد مسعد رغم الصراعات الميدانية بينهم.

الزمن يعيد نفسه

يعيد الزمن نفسه، فالعلاقة التي تربط مهاجم الأهلي الشاب عبدالرحمن غريب، ومدافع الاتحاد سعود عبدالحميد قوية منذ زمن بعيد، رغم أن الثنائي أكثر شراسة مع بعضهم بعضًا على المستطيل الأخضر، ولعل ما حدث بينهما من مناوشات فنية وذات طابع قوي خلال ديربي جدة الأخير أكبر دليل على أن التنافس يقتصر على المستطيل الأخضر، إذ انتشر مقطع فيديو للثنائي عبر مواقع التواصل الاجتماعي وهما يقضيان وقت الراحة والإجازة مع بعضهما في مدينة جدة.

تأثير المنتخبات

أسهمت معسكرات المنتخبات السعودية في اقتراب اللاعبين من بعضهم بعضًا من جميع الأندية المتنافسة، وأسهمت بشكل كبير في بناء الصداقات بينهم بالنظر للمدة الطويلة التي يقضونها سويًا، وكانت هناك قصص عدة ذكرها اللاعبون القدامى عن المعسكرات وما كان يحدث فيها من فعاليات كان أثرها إيجابيًا على جميع اللاعبين، وأسهمت بشكل فعال في خلق صداقات بينهم.

لاعبون من فرق متنافسة شكلوا صداقات قوية

- ماجد عبدالله (النصر) وصالح النعيمة (الهلال)

- محمد عبدالجواد (الأهلي) ويوسف الثنيان (الهلال)

- أحمد جميل (الاتحاد) وخالد مسعد (الأهلي)

- أمين دابو (الأهلي) وسعد بريك (الاتحاد) -

يوسف الثنيان وحسن حمران (النصر) -

يحيى الشهري (النصر) وسلمان الفرج (الهلال)

- عبدالرحمن غريب (الأهلي) وسعود عبدالحميد (الاتحاد)