أقالت عدة أندية مدربيها خلال فترات متفاوتة من منافسات الموسم الجاري، وأسندت المهمة لمدربي الفئات السنية، وسجل الثلاثي: النصر والشباب والهلال نتائج إيجابية بعد التغييرات، إلا أن هذا النجاح يعد مؤقتا، ولا يمكن استمراره، لأن مثل تلك الأسماء لا تملك القدرة على رسم إستراتيجية فنية خلال موسم كامل، ومن ثم يتعين التعاقد مع مدربين أكفاء، لكي يرسموا خارطة الطريق مبكرا قبل بداية الموسم المقبل. وجود الكوادر التدريبية الجديدة في مثل هذا التوقيت سيحدد ماهية استمرار العناصر الأجنبية والمراكز التي يحتاجها الفريق، فضلا عن أبرز الأسماء من اللاعبين المحليين، وما أرمي إليه العناصر الشابة الصاعدة للتو للفريق الأول، وإمكانية استمراريتها من عدمها. تلك الملامح يتعين أن تكون ملفاتها قد أقفلت قبل شروع الموسم المقبل، لكن الذي يحدث في أندية «الهلال - النصر - الشباب» عدم الالتفات لرؤية المستقبل، بل إن إدارات تلك الأندية نامت في العسل، وتفاعلت مع النتائج المؤقتة التي حققها المدربون البدلاء، والأكيد أنه مهما تكن النتائج يظل هذا المدرب لا يتوازى مع الطموح لخوض معتركات قوية تحتاج لخطط متنوعة. في مثل هذا الأجواء يطرح البعض أن المدربين الأكفاء مرتبطون مع أنديتهم، والصحيح يفترض الاتفاق مع المدرب حتى لو لم يحضر في الوقت الحالي، لكن يوجد كادر ضمن طاقمه المساعد، ليتعرف على التفاصيل وينقلها للمدير الفني. تلك التفاصيل متى ما تكاملت المعادلة فيها سيكون مستقبل الفريق في أفضل حال قبل الشروع في الموسم الجديد إذا ما أرادت هذه الأندية الاستمرار في إيقاع المنافسة. عموما، الموسم الجاري تبقت منه منافسات الدوري والكأس، وجميع المواجهات لا تقبل التفريط، والمدرب الكفء من يملك قدرة الحفاظ على دائرة المكاسب، والجولات السبع من سباق الدوري أشبه بـ«خروج المغلوب»، وهو حال لقاءات الكؤوس، ويقيني أن لتلك المباريات تكتيكا داخل الملعب وإعدادا خارجه، فمن ينتصر في الخارج «البلطان» أم «ابن نافل» ويخطف السباق الأقوى؟، والحال نفسه في الكأس، ولا شك من يعرف التعامل مع «النفس الأخير» سيكون «فارس الرهان»، لأن نجاح الفريق بالخارج سيؤهله في الداخل.