تعيش الساحة اللبنانية توترا كبيرا خاصة بعد تلويح الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله بالحرب الأهلية بدلا من أن يقوم بتدوير الزوايا مع حليفه رئيس الجمهورية ميشال عون من أجل تسهيل تشكيل الحكومة.

ووجه أيضا تحذيراته إلى الجيش والرئيس المكلف سعد الحريري وللمتظاهرين في الشارع الذين سبق واتهمهم بالعمالة للسفارات الأجنبية، الشيء الذي اعتبره معظم اللبنانيين انقلابا على دستورية المؤسسات، بعد أن نصب نفسه حاكما كما وصفوه على طريقة «الملالي» في إيران بدلا عن رئاسة الجمهورية والبرلمان ومجلس الوزراء.

الحزب الإيراني

في هذا السياق يقول منسق عام المنتديات في لبنان نبيل الحلبي في تصريح خاص أنه: «باتَ من المعروف لمعظم اللبنانيين أنه عندما يلوح حسن نصرالله بالحرب الأهلية يكون من أجل تخويف اللبنانيين ليسهل على القوى السياسية التابعة له نسج تسويات تخدم مصلحة الحزب الإيراني على حساب مصلحة لبنان واللبنانيين»،

مضيفا أن الجميع يعلمون انه لا توجد مجموعات مسلحة منظمة في لبنان إلا ميليشيا حزب الله وميليشيات رديفة لها، وبالتالي لا يمكن وقوع حرب أهلية في لبنان، إلا إذا كان المقصود من كلام نصرالله انقلاب الميليشيا على الجيش وما تبقى من مؤسسات شرعية.

الجيش اللبناني

أما عن لهجة نصر الله الحادة مع قيادة الجيش اللبناني فعلق عليها الحلبي بقوله: «كلنا نعلم أن المؤسسة العسكرية شأنها شأن سائر مؤسسات الدولة، قامت المنظومة السياسية في لبنان وعلى رأسها حزب الله باختراقها من خلال التدخل السياسي، ولكن استطاع قائد الجيش العماد جوزف عون كف يد السياسيين عن التدخل في عمل المؤسسة العسكرية إلى حد بعيد، وقام بتشكيلات في جهاز مخابرات الجيش أزعجت المنظومة السياسية الفاسدة وعلى رأسها حزب الله.

التظاهرات

أما عن انتقاد اللبنانيين الذين يتظاهرون في الشوارع احتجاجا على انقطاع السلع الغذائية والغلاء الكبير، حيث لم تتخذ حكومة حسان دياب أي خطوة للحد منها يرى الحلبي أنه»ليس غريبًا على حسن نصرالله مهاجمة اللبنانيين الذين نزلوا إلى الشارع للمطالبة بحقوقهم، فهو كان منذ الساعات الأولى لثورة 17 أكتوبر يسوق لتخوين المتظاهرين ويرميهم بتهمة العمالة للسفارات الأجنبية، وأعطى حينها الضوء الأخضر لشبيحته باقتحام ساحات الاحتجاجات الشعبية والاعتداء على المتظاهرين العزل، ولا يغيب عن اللبنانيين مشاهد ضرب النساء بالهراوات وحرق الخيم التي اتخذها المتظاهرون مكانًا للندوات الفكرية.

ومن هنا لم تأتِ تهديداته منعزلة عما فعلته الميليشيات الإيرانية في العراق بحق المتظاهرين أيضًا، فقد صرّح مسؤول إيراني مؤخراً أن المظاهرات في العراق ولبنان موجهة ضد ما يسمى بالجمهورية الإسلامية الإيرانية.