يعد رفع كفاءة الأبحاث في المجال الطبي من الأمور التي تساهم في تقليل الأبحاث غير المنتفع بها، فهناك كثير من الأبحاث التي يتم نشرها بشكل مستمر، ولكن الكم في هذه الحالة ليس ذا أهمية بل إن مقدار التأثير هو ما يفيد البشرية.

العالم ما زال يواجه جائحة فيروس كورونا COVID-19، ومراكز الأبحاث ما زالت تجتهد في نشر الأبحاث العلمية عن هذا الفيروس، ولذا فمن المهم جداً أن يتم التعامل بحذر مع ما ينشر من أبحاث، فيلزم تفحص هذه الأبحاث بشكل دقيق للتأكد من سلامة ما تقدمه من معلومات، فقد يكون البحث في مضمونه سليماً ولكن طريقة تقديمه للحقائق فيها شيء من اللاموضوعية، وقد يحدث هذا في أحيانٍ كثيرة بغير قصد.

هناك مشكلة أخرى تظهر في الأبحاث العلمية، وهي ليس أن تقدم الأبحاث معلومات مغلوطة، بل إن المشكلة تكمن في ألا يقدم البحث المعلومة على الإطلاق، فمثلا إذا ادعى بحث إمكانية علاج داء ما باستخدام مركب معين، فهل فعلاً توصل البحث لإمكانية علاج ذلك الداء بذلك المركب، أم أن البحث انحرف عن مساره وأصبح يتحدث عن أمور أو علاجات أخرى لذلك الداء، تاركاً القارئ بدون معلومة مؤكدة عن هل المركب محل البحث ذو فائدة أم لا.

نشرت مجلة أبحاث السرطان الأوروبية في عام 2016 أن هناك عددا من أبحاث السرطان التي قد تكون متحيزة في ذكر وتقديم نتائجها، وقد بلغت نسبة هذه الأبحاث قرابة 40 % من الأبحاث المنشورة في المجال.

الأبحاث المنشورة في المجال الطبي قد يكون لها تأثير في حفظ أرواح كثير من البشر، ولكن التفحص اليدوي لكل ما ينشر قد لا يكون ممكناً، وهذا ما أدى إلى تكاتف فريق بحث مشترك بين المعهد السويسري للمعلوماتية الحيوية (Swiss Institute of Bioinformatics) وجامعة أمستردام (University of Amsterdam) وجامعة باريس-سكالاي (University of Paris-Saclay)، حيث قام الفريق السويسري الفرنسي الهولندي بمحاولة أتمتة تفحص الأبحاث الطبية وذلك للتأكد من: هل نتائج البحث تطابق ما يدعي البحث أنه يحاول دراسته.

وذكر الفريق البحثي أنه تمكن من بناء نظام يمكنه اكتشاف انحراف الأبحاث عن مسارها المحدد مسبقاً، وذلك من خلال استخدام نظام مبني باستخدام قواعد برمجية بسيطة (rule-based). ثم تم دمج هذا النظام مع خوارزمية للذكاء الاصطناعي لاحقاً.

يذكر أن هذه الخوارزمية حين تم تطبيقها على عدد من الأبحاث الطبية وجد الباحثون أن دقتها قد تصل إلى 98 %.