أوضح استشاري الطب النفسي للبالغين والاضطرابات الذهنية بمستشفى الملك خالد الجامعي بالرياض الدكتور أحمد حسب الرسول بأن هناك إشكالات جراء تحويل جرعات الأدوية النفسية ليلًا منها قصر الليل في فصل الصيف مما يقلل الفواصل الزمنية بين الجرعات، وتغير بعض العمليات الحيوية بالجسم خلال الليل مما قد يؤثر على استجابته لبعض الأدوية.

تغيرات مثبتة

أبان حسب الرسول بأن هناك بعض الاضطرابات النفسية التي أثبتت الدراسات والأبحاث تأثرها بتغير إدارة الأدوية الخاصة بها أثناء رمضان فمرضى الفصام الذين يعانون من المتلازمة الاستقلابية قد تزيد لديهم الأعراض الذهانية الموجبة كالهلاوس والتهيئات وكذلك السالبة كإهمال النظافة الشخصية، أما مرضى الفصام بدون المتلازمة الاستقلابية فلم يثبت حدوث أي تغير في حالاتهم.

انتكاسات

وعن الاضطراب ثنائي القطب فتزيد نسبة الانتكاسات لديهم خلال شهر رمضان بـ 2.77 ضعفًا بنسبة انتكاس 33.3 % عند الصائمين من المرضى مقابل 15.3 % عند غير الصائمين، مشيرًا إلى أن بعض المصابين باضطرابات الإدمان يتوقفون بشكل مفاجئ عن تناول المواد المؤثرة فالأعراض الانسحابية للكحول والأدوية فئة بنزوديازبين قد تكون وخيمة لذا يوصى مرضى الإدمان ممن ينون الإقلاع في رمضان بمراجعة الطبيب لتناول الأدوية المانعة من الأعراض الانسحابية.

طرق إدارة الأدوية

وحول طرق تنظيم وإدارة الأدوية النفسية في رمضان أفاد حسب الرسول بأن الأدوية ذات الجرعة الواحدة ليلًا لا يوجد بها أي إشكالات أما إذا كانت الجرعة تؤخذ بالنهار فيمكن تحويلها مساءً مع الحذر وملاحظة علامات الانتكاس المبكرة، أما الأدوية التي تعطى ثلاث مرات فأكثر يصعب مراكمة كل الجرعات ليلًا، وعليه يجب مراجعة الطبيب للبحث في البدائل، ومنها تقليل عدد الجرعات أو استبدال الدواء بآخر يعطى مرة واحدة وتغيير الدواء لإبر بعيدة الأمد والترتيب المبكر قبل أشهر من رمضان، مضيفا إلى أنه قد ينصح الأطباء بعض المرضى أحيانًا بالفطر في رمضان إذا صعب تعديل الجرعات خلال الصوم وارتفعت احتمالات الانتكاس والأخطار المصاحبة لذلك.