تسريعا للتحول الرقمي تبنت السعودية حلول الحوسبة السحابية بإصدار التشريعات وجذب الاستثمارات التي تزيد من الطلب المتزايد على الخدمات السحابية في المملكة، حيث من المتوقع أن تصل الفرص السوقية إلى نحو 25 مليار ريال بحلول عام 2030، حيث تهدف المملكة إلى أن تكون مقرا إقليميا وعالميا للخدمات السحابية في المنطقة.

مركز قوقل

نجحت المملكة في جذب أكبر استثمار تقني منذ انطلاقة الرؤية وهو أكبر استثمار تقني في المنطقة من خلال الشراكة بين قوقل وأرامكو في بناء مركز قوقل للسحابة ليخدم المنطقة بإكمالها، حيث ستتم إضافة المملكة لشبكة مناطق منصات قوقل السحابية العالمية كجزء من اتفاقية التحالف الإستراتيجي، وستقوم بدورها قوقل كلاود بإنشاء وتشغيل منطقة خدمات سحابية جديدة في المملكة، فيما سيتم إنشاء شركة جديدة لتوفير الحلول الخدمات السحابية للعملاء، مع التركيز على قطاع الأعمال داخل المملكة، كما ستمكن منطقة الخدمات السحابية الجديدة، الشركات والمنظمات في جميع أنحاء المملكة من تعظيم وجودها السوقي، مع توفير منتجات وخدمات رقمية بصورة أسرع وأكثر موثوقية.

برمجة التطبيقات

أضحى مفهوم الحوسبة السحابية شائعا عالميا، وتتسابق الحكومات والشركات على تطبيقه، حيث تبرز الفوائد الحقيقية للحوسبة السحابية، بأن وضع التطبيقات على السحابة أقل كلفة، ويوفر إمكانية كبيرة للتوسع، حيث توفر خدمات السحابة القدرة على التوسع بنقرة زر واحدة أو من خلال استدعاءات واجهة برمجة التطبيقات (Application Programming Interface-API)، أو تلقائيا بالاعتماد على بعض الخطوات.

وأدركت حكومة السعودية ممثلة في وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات، مبكرا أهمية تبني حلول الحوسبة السحابية، وبذلت جهودا في تشريع سياسة الحوسبة السحابية أولا في عام 2019م، ليأتي الاعتماد من قبل اللجنة الوطنية للتحول الرقمي في عام 2020، في مسعى لإصدار السياسات والقواعد التنظيمية التي من شأنها تسريع عجلة التحول الرقمي في المملكة، وتحسين كفاءة الإنفاق الحكومي في تقنية المعلومات، وجذب المزيد من الاستثمارات في هذا القطاع، وتعزيز أمن وحماية البيانات، وتطوير منظومة تقنية المعلومات وزيادة إسهام القطاع الخاص فيه، وذلك تماشيا مع الركائز الأساسية لرؤية المملكة 2030 الطموحة، واستنادا على مستهدفات إستراتيجية الاتصالات وتقنية المعلومات 2023.

خدمة تجارية

تاريخيا، ظهرت الحوسبة السحابية بصورة فعلية في عام 1999 حين بدأت شركة Salesforce في استخدام موقعها على الإنترنت في تقديم الطلبات إلكترونيا. وفي عام 2002 أطلقت شركة Amazon سحابتها الأولى، وكانت تحوي مجموعة من الخدمات المستندة إلى السحابة. وفي عام 2006 أطلقت أيضا سحابتها الثانية وسمتها AC2 كخدمة تجارية على شبكة الإنترنت، وفي عام 2009 ظهرت السحابة الأشهر وهي سحابة Google التي أوجدت تطبيقات مستندة إلى المستعرض.

ولتبسيط الطريقة التقليدية، عندما تبدأ شركة صغيرة متخصصة في تشفير مقاطع الفيديو في تقديم خدماتها بالصورة التقليدية، فإنها تشرع في الحصول على كثير من التمويل الاستثماري وتنفق أغلبه على الأجهزة والشبكات والمساحة، وكذلك تبريد تلك الأجهزة. وبعد ذلك تقوم هذه الشركة بتقديم منتجها للعالم، لذا ستعمل هذه الشركة على تجربة منتجها وتستعد للتعامل مع أول 10 آلاف عميل، وهو معدل العملاء المتوقعين لها في اليوم الواحد.

وعندما تبدأ الشركة في العمل ولسوء الحظ، فإن حمولتها ستذهب تماما للنفايات، وسيكون لديها عدد فائض من الخوادم التي لن تستطيع استخدامها.

أنظمة قائمة

في المقابل، فإن المحصلة ستختلف تماماً عند استخدام المثال نفسه مع شركة قائمة على خدمات الحوسبة السحابية؛ لأن الشركة ستقوم ببناء الخدمة، وستقيس إمكانية التوسع والاعتمادية على أنظمة قائمة على الحوسبة السحابية، وبعد ذلك إعداد بعض حلول لتوسيع نطاق العمل للتأكد من أنها ستستخدم العدد المطلوب من الخوادم، بالتأكيد لن تكون هناك حاجة لإنفاق كثير من الأموال على الأجهزة أو المساحة أو التبريد؛ لأن كل ذلك تم حسابه منذ البداية. وفي المؤسسات التي تعتمد على الحوسبة السحابية ليس هناك حاجة حتى لعمل مكتب.

وإضافة لذلك، فإن سير العمل يكون تدريجيا وبالسرعة المطلوبة بحسب حاجة العمل، وفي حال فشل الخدمة فلن تكون هناك حاجة لبيع أجهزة إضافية للحصول على مزيد من الأموال، ومع تقنية السحابة تستطيع الشركة البقاء لفترة أطول، ما يعطيها فرصة أكبر للنجاح.

وينطبق التشبيه نفسه على الشركات الجديدة في المجالات المختلفة الأخرى، حيث تفشل العديد من المشاريع أو لا تبدأ بداية ناجحة. وفي مثل هذه الحالات فإنه من المفيد بناء تطبيق باستخدام تقنيات الحوسبة السحابية تستطيع معه الشركة التوسع عندما يكون لديها مزيد من العملاء، والعمل بهذه الطريقة يوفر المال كذلك.