رافقت أفادت الحكومة اليابانية بأن «البلاد تعتزم ضخ أكثر من مليون طن من المياه الملوثة في البحر من محطة فوكوشيما النووية المدمرة... وأن العمل على ضخ المياه سيبدأ في غضون عامين»، استياء الدول المجاورة لليابان من القرار.

المواد المشعة

وقال رئيس الوزراء الياباني، يوشيهيدي سوغا، إن المياه ستصرف في البحر «بعدما نكون تأكدنا أن مستوى المواد المشعة فيها أقل بكثير من معايير السلامة»، مضيفًا أن الحكومة اليابانية «ستتخذ إجراءات» لضمان ألا يمس هذا القرار بسمعة المنطقة. من جانبها، أعلنت واشنطن دعمها لليابان، وقالت: «يبدو أنها (اليابان) تبنت نهجًا يتوافق مع معايير السلامة النووية المقبولة عالميًا في قرارها بالتخلص من المياه الملوثة في محطة فوكوشيما للطاقة الذرية المدمرة بعد المعالجة». وفي بيان على موقعها على الإنترنت، أضافت الخارجية أن «الحكومة اليابانية كانت شفافة بشأن قرارها».

سلامة البيئة

في حين أكدت الصين أن «نهج اليابان في هذه المسألة غير مسؤول للغاية وسيضر بالصحة وبالسلامة العامة في العالم وبمصالح الدول المجاورة الحيوية». كما عبر وزير خارجية كوريا الجنوبية عن «أسفه الشديد لهذا القرار الذي قد يكون له تأثير مباشر أو غير مباشر على سلامة شعبنا والبيئة المحيطة في المستقبل». ولقي هذا القرار معارضة قوية من قبل صيادي الأسماك والمزارعين في فوكوشيما، الذين يخشون من أن يؤثر ذلك على صورة منتجاتهم لدى المستهلكين، حيث أوضح كانجي تاشيا، المسؤول عن تعاونية محلية لصيد الأسماك في فوكوشيما قبيل إعلان القرار، قائلا: «قالت لنا الحكومة أنها لن تصرف المياه في البحر من دون موافقة الصيادين، لكنهم الآن يعودون عن هذا القرار ويؤكدون لنا انهم سيصرفون المياه في البحر وهذا أمر غير مفهوم».

ورأت منظمة «جرينبيس» المدافعة عن البيئة في اليابان أن «الحكومة اليابانية خذلت مجددًا سكان فوكوشيما، وأنه لا تبرير بتاتًا لقرار سيلوث المحيط الهادئ عمدًا بمخلفات نووية».

مياة فوكوشيما النووية:

- تراكمت المياه المشعة في المحطة منذ أن دمرت أمواج تسوناني عام 2011 أنظمة الكهرباء والتبريد في محطة فوكوشيما، مما تسبب في أسوأ حادث نووي منذ حادثة تشيرنوبيل الشهيرة عام 1986.

- تم تخزين المياه المتراكمة في صهاريج في مصنع فوكوشيما دايتشي منذ عام 2011، عندما تسبب زلزال مدمر وأمواج تسونامي في إتلاف مفاعلاتها وتلوث مياه التبريد الخاصة بها وبدأت في التسرب.

- في العقد الذي أعقب كارثة تسونامي، كانت المياه التي تهدف إلى تبريد المواد النووية تتسرب باستمرار من أوعية الاحتواء الأولية المتضررة إلى أقبية مباني المفاعل.

- للتعويض عن الخسارة ، تم ضخ المزيد من الماء في المفاعلات لمواصلة تبريد الوقود المنصهر.

- يتم أيضًا ضخ المياه ومعالجتها، ويتم إعادة تدوير جزء منها كمياه تبريد، ويتم تخزين الباقي في 1020 خزانًا يحتوي الآن على 1.25 مليون طن من المياه المشعة.