أصدرت مؤسسة «ماعت للسلام والتنمية وحقوق الإنسان» تقريرها السنوي الأول بعنوان «عدسة العمليات الإرهابية في أفريقيا.. ماذا حدث بعد كوفيد-19؟»، الذي يرصد أبرز الهجمات الإرهابية التي تعرضت لها دول القارة الأفريقية خلال الجائحة، وتداعيات الأزمة الصحية العالمية على الأوضاع في القارة.

ففي 2020، لم يمر يوم واحد إلا وتأثرت أفريقيا بدوي انفجار قامت به حركة «الشباب المجاهدين» في الشرق، أو تعلن الصُحف سقوط ضحايا أبرياء بسبب هجوم انتحاري نفذته جماعة «بوكو حرام» النيجيرية في الغرب، حتى جنود البعثات الإقليمية والأممية لم يسلموا من تلك الهجمات، إلى جانب عدد كبير من ضحايا العنف القبلي فى كل أرجاء القارة.

كل هذه العوامل دفعت «ماعت للسلام» لتتبع ظاهرة الإرهاب في القارة الأفريقية، ورصد العمليات الإرهابية شهريا، هذا بجانب تقريرها السنوي الأول، ورصد طرق معالجتها، بما يضمن تحقق الهدف الـ16 من أهداف التنمية المستدامة، والتطلع الرابع لأجندة 2063، حيث إفريقيا آمنة سالمة. يضم التقرير فى مبحثه الأول أبرز العمليات الإرهابية التي تمت خلال العام الماضي، سواء تلك التي تقع تحت ستار الدين أو الحوادث العنيفة التي تشكلت بالأساس بسبب النعرات القبلية والانفصالية، والتي بلغ عددها ما يربو من 525 حادثا دمويا وقع في 27 دولة أفريقية، مما أسفر عن سقوط 7030 قتيلا على الأقل.

أما المبحث الثاني فقد تطرق إلى جهود مكافحة الإرهاب من قبل القوات الدولية والإقليمية والوطنية، في ظل انشغال العالم أجمع بمواجهة الفيروس التاجي.

ويتناول التقرير أيضا رؤية تحليلية لظاهرة الإرهاب الأسود فى القارة، وتصنيفا كيفيا للضحايا وفقا لعدد من المؤشرات والأرقام، حيث تطرقت الرؤية التحليلية، المتضمنة في التقرير أيضا، أسباب استشراء الإرهاب في القارة بشقيها الداخلي والخارجي، إلى جانب عرض التداعيات الحقوقية الناجمة عن تمركز البؤر الإرهابية، التي تحمل أعباءها، في المقام الأول، الشعوب الأفريقية بفئاتها الضعيفة والمهمشة. ويختتم التقرير بحزمة من التوصيات مُقدمة إلى الحكومات الأفريقية والاتحاد الأفريقي، كذلك منظمات المجتمع المدني وكل أصحاب المصلحة.