(1)

الإنسانية الساذجة ذات الشعور السطحي المنبجس من أخاديد الجهل لا يمكن لها أن تظهر إلا على نحو مخالف لطبيعة الحياة، وواقعية البشر.

(2)

يعلم الجائع أن ثمة سفرة عامرة بما لذ وطاب في مكانٍ ما، ويدرك الكفيف أن ثمة مبصرا، ويدري الحزين أن في الجوار ليلة يشع فيها الفرح، ويعقل الفقير أن هناك من يملك المال، ومشاركة هؤلاء وأمثالهم - أيتها الإنسانية الساذجة - تكون بالبحث عنهم وإعانتهم وليس بقتل فرح الفرحين بما آتاهم ربهم!.

يريد هذا النوع الردئ من الإنسانية أن تخفي الناس أفراحها، وتلغي مرحها، وتوقف سرورها، وتبطل بهجتها، لأن ثمة حزانى - ربما - يزيد فرحكم من أحزانهم!.

(3)

«عقليات الجملة» تافهة لا تملك المقدرة على الفرز، والبراعة في التمييز، فهي - على افتراض حسن نيتها - عاجزة عن التمييز بين المصاب المعلوم والمصاب المجهول، تتكئ على «ربما»، في «سلبية» يعز نظيرها، وسوداوية يندر ندّها، متجهة بالبشرية نحو «اللاحياة»!.

(4)

لا تصوِّر طعامك فهناك من يتضور جوعا، لا تفرح بابنك فهناك من لا يملك أولادا، لا تنشر فرحة العيد فهناك من لا يملك ثوبا!. جهل يخلق حسدا!.

(5)

لا فرح مطلق، ولا حزن دائم، صوروا، وافرحوا، وغنوا، وانشروا الفرح والحب، فالفرح أول العافية، والحب أول الصحة، واعلموا أن الاختلاف واقع، والحياة ساعات، ومراحل، وليال، والناس بخير، ونشر الفرح يعلِّم «الحزانى» أن في الدنيا جمالا وحبا وفرحا ستشرق شمسه ذات صباح.

(6)

«الحياة بحد ذاتها سوف تجلب لك الألم، مسؤوليتك إذًا هي أن تصنع الفرح»

ميلتون إريكسون.