في الرياضة السعودية إجمالًا اعتدنا على العناصر الجاهزة، وأحيانًا نتهكم كإعلام لو ذكر لفظ البناء، وربما كنت من ضمن أصحاب النفس القصير وأرغب بنتائج سريعة، ولكن لسببين أصبحت من مؤيدي البناء من الصغر، بعيدًا عن الفقاعات التي تظهر سريعًا وتختفي سريعًا بمجرد امتلاء الحساب البنكي!. السبب الأول ما شاهدته من مراكز التدريب بمختلف مناطق المملكة وكذلك برنامج ابتعاث اللاعبين، وسببي الثاني هو أنه عندما بحثت لابني والذي يعشق الرياضة عن مكان يحتوي طاقته الرياضية ولم أجد، أيقنت وقتها بأهمية البناء.

بحكم علاقتي بالمجال الرياضي استفسرت، وأبلغوني انتظري حتى يبلغ الخامسة كأقل تقدير، وقتها لم أستسلم فوجدت أكاديمية فلامنجو البرازيلية تحتوي الأعمار ما دون الثالثة، القصة ليست هنا. الفكرة أن الجميع راهن أن ذلك غير مجد، ولا أنكر أنني أحبطت وقتها وشعرت لوهلة أنني أضيع الوقت فقط، ولكن بعد ستة أشهر وجدت البصمة التي تمنيت في طفل يبلغ من العمر ثلاث سنوات فقط، ومنذ ذلك الوقت أصبح البناء بالنسبة لي هاجسًا وهمًّا، ولم أكتف بكرة القدم بل وازنت بينها وبين والسباحة، وأصبحت بجهد شخصي أحفز كل من حولي، ألفتهم لأهمية الرياضة للأطفال بعمر صغير لتصبح عادة.

اليوم أصبحت الدولة تهتم بالبناء، وأسست أكاديمية مهد، وكذلك مراكز تدريب رياضية في أغلب المدن، والنتائج لن نشاهدها لا اليوم ولا بعد سنة ولا عشر، ولكن سنشاهدها بعد انتهاء آخر جيل رياضي موجود الآن. ربما لم نلتفت لمن هم دون السادسة، ولكن ما يؤسفني أن ما أعرفه عن أغلب الأندية الرسمية، أنها لا تلتفت إلا للاعب جاهز من ( الحواري)، أو من تأسيس الأكاديميات الخاصة فلا وقت للبناء لأن الهدف فقط الأربع سنوات، فترة الرئاسة وحصاد وقتي لأمجاد شخصية.


نحتاج التكاتف مع خطط وزارة الرياضة والتماشي مع رؤية ٢٠٣٠ لنرى أنفسنا متوجين بالذهب في الأولمبياد، وكذلك مراكز متقدمة في البطولات العالمية.