يزخر شهر رمضان المبارك بالعديد من الأعمال الدرامية التي تتنافس على عين المشاهد ورحمة الريموت متخمة بالفواصل الإعلانية، وقد انتهت جوله الأيام العشرة الأولى، حيث يظهر أن مسلسلات التقليد قد أكلت نصيب الأسد من الكعكة المحلية حتى اللحظة، وبالرغم من روح التسلية التي تقدمها هكذا أعمال فإنها تعطي مؤشرًا مقلقًا بشأن الوضع الدرامي المحلي، بالرغم من استثنائية هذه السنة لظروف كورونا المؤلمة.

تستمد أعمال التقليد قوتها من دقة أداء المقلد بالإضافة إلى دقة تفاصيل (حدوتة) التقليد وإن طعمت بالمبالغة سواء كان المقلد به مشهورًا او مغمورًا هذه الحالة وإن كانت مسلية لمرة أو مرتين تشير إلى مدى رداءة صناعة القصة والتي تعد العامود الفقري للأعمال الدرامية واستبدالها (بسكتش) تقليد مغلف شبه جاهز.

ليس المقصود إقصاء أعمال التقليد قطعًا إنما الإشارة للاهتمام بالقصة الدرامية أكثر كونها تعيش لعمر أطول بطبيعة الحال، وهنا نعود لسؤالنا التقليدي مجددًا هل لدينا أزمة نص؟.

قد يكون الأمر كذلك ولن أشكك بمقدرة الكتاب المحليين قبل أن أشير إلى أن هذه الأزمة مرتبطة بعوامل إنتاجية وإعلانية بل حتى على مستوى استجابة المشاهدين للأعمال المكررة مما يجعل الخروج عن السائد من الأفكار عملية معقدة.

نجاحنا الفني وإيصال أعمالنا للآخريين مرهون بمقدرتنا على رواية قصصنا بشكل جيد، قوتنا الناعمة الفنية وإن كانت تعيش نهضة إنتاجية لحد ما هذه الأيام إلى أن هذا الانتعاش سيهبط ما لم ننجح في رواية قصتنا بشكل صادق مبهر بعيدًا عن (الرتوش والفلاتر الخادعة).

السباق الماراثوني الدرامي لم ينته بعد وما زالت الأحكام مبكرة على إطلاقها، لذلك سأتوشح بالتفاؤل لا لشيء سوى أنني أرغب برؤية أعمال درامية محلية حقيقية تنافس بكفاءة.