اعتبر المرشد الأعلى لإيران، علي خامنئي، الأحد، أن بعض ما ورد على لسان وزير الخارجية، محمد جواد ظريف، يشكّل «خطأ كبيرا»، وذلك بعد أسبوع من تسريب تسجيل صوتي له، تحدث خلاله عن أولوية الميدان العسكري على حساب الدبلوماسية في سياسة البلاد.

وعلى الرغم من الاعتذار الذي قدمه «ظريف» لعائلة «سليماني»، فإن كثيرا من المحللين توقعوا أن يتقدم وزير الخارجية باستقالته.

ونشرت وسائل إعلام خارج إيران، الأحد الماضي، تسجيلا لثلاث ساعات، يتحدث فيه «ظريف» عن دور أداه اللواء قاسم سليماني، الذي اغتيل بضربة جوية أمريكية في بغداد العام الماضي، في السياسة الخارجية لبلاده، مما أثار جدلا على مدى الأيام الماضية في طهران.

وقال خامنئي، في خطاب متلفز: «سياسات البلاد تتشكل من خطط اقتصادية وعسكرية واجتماعية وعلمية وثقافية، بما فيها العلاقات الخارجية والدبلوماسية». وأوضح: «إن جزءا واحدا ينفي الآخر أو أن الآخر يعارض هذا ليس له معنى. هذا خطأ كبير يجب ألا يرتكبه مسؤول في الجمهورية الإسلامية».

وجاء نشر التسجيل قبل أقل من شهرين على الانتخابات الرئاسية، وفي ظل مباحثات مع القوى الدولية الكبرى، لإحياء الاتفاق حول برنامج طهران النووي، الذي كان «ظريف» أبرز مهندسيه.

ولقيت التصريحات المسرّبة انتقادات حادة من المحافظين المعارضين لحكومة الرئيس حسن روحاني. وقال «ظريف»، وفق مقتطفات أوردتها صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، التي قالت إنها حصلت على نسخة من التسجيل: «في الجمهورية الإٍسلامية الميدان العسكري هو الذي يحكم. لقد ضحيت بالدبلوماسية من أجل الميدان العسكري بدل أن يخدم الميدان الدبلوماسية».