أعتقد أن إزالة الكراسي من غرف الاجتماعات، فكرة جديرة بالتجربة. فالاجتماع الفعال برأيي يجب ألا يتجاوز 45 دقيقة، يطرح فيها أمين الاجتماع المحاور المتفق عليها ويصوت عليها بقية الأعضاء بالإيجاب أو الرفض، بعد أن يكونوا قد اطلعوا مسبقا على الأجندة وملفات اللقاء، أما تقليب النظر في الملفات المطولة ومعالجة الفكرة، وتقييمها والتعليق عليها في الوقت نفسه، فغالبا ما يؤدي لجدل ممتد وبلا طائل حتى على التفاصيل غير الجوهرية، ويزداد الأمر سوءا إذا انتهت الاجتماعات بلا توصيات فعالة.

بدأت فكرة إزالة الكراسي من غرف الاجتماعات في الدول الصناعية، إذ افترض أحد الرؤساء التنفيذين أن هدر الوقت في الاجتماعات قد يقل مع إزالة الكراسي مما سيجعل الاجتماع أكثر فعالية ويقلل المشاركات المطولة غير المحسوبة وهذا ما حدث بالفعل، مما غير فلسفة الاجتماعات في المصانع وساهم في حفظ الوقت والمال.

الاجتماعات ليست دليل عمل، وأثبتت لنا الجائحة أن عددا لا يستهان به منها يكفينا عنه بريد إلكتروني أو رابط قوقل فورم أو اجتماع زوم. ومع ذلك فأنا أتفهم الحاجة استثناءً للاجتماع حول ملف معين ومناقشته، وليكن ذلك ونحن واقفون ما أمكن لنفسح المجال للمزيد من المهام الجوهرية.

في محاولة لإبداء التفاني قال أحدهم لرئيسه «أنا أعمل طول الوقت»، فأجابه رئيسه: «فمتى تفكر إذن؟». مغزى هذه القصة القصيرة هو توضيح الحاجة لوقت للتفكير في الأعمال التي نقوم بها، لنتبين أثرها على غيرنا وطرق تحسينها وتطويرها، وقد حان الوقت ربما لنفكر في كراسي غرف الاجتماعات، وعلاقتها بالإنتاجية في المؤسسة.