أعمالنا الفنية تجتر نفسها أكثر من ثلاثة عقود بشقيها الكوميدي والتراجيدي، وقد لعب العديد من الأعمال على نفس الطابع والطرح والفكرة، بل حتى الوجوه نفسها، ولا تختلف فيما بينها سوى (بالسكسوكة) التي يتشكل بها الممثل وجودة الكاميرا، والإنتاج الذي لم ينعكس للأسف على المحتوى، ولا يكاد يخرج من هذه الدائرة سوى ثلة من الأعمال المتناثرة بين فترات زمنية مختلفة.

واليوم نحن ندفع ثمن تقويض التجارب الفنية الشجاعة، التي تحاول أن تخرج عن السائد من الأفكار والطرح، ممانعة أصحاب قرار الإنتاج، الناجم عن ضبابية نجاح هكذا أعمال ومدى قبولها للمشاهدين، لذلك فقد حَرمنا كثيراً من مواهبنا بالتوسع في عملية الإبداع التي تتطلبها الفنون المرئية، بيد أن سقف تطلعاتنا وطموحتنا قد انحدر لسنوات من خيبة الأم.

واليوم نرى حصاد أشقائنا من حولنا الذين قرروا الرهان على تجاربهم الفنية الشجاعة والبذل فيها بعد سنوات من تحصيل الخبرة. حصر الدراما المحلية على الكوميدي والتراجيدي وتقويض الخيارات كافة بحجة أن المشاهد المحلي لا يقبلها مرفوضة، لأنه يخالف مبدأ الإبداع والحرية في الفنون التي تتيح الخيارات والأذواق كافة للمشاهدين، تاركة لهم اختيار ما شاؤوه منها.